تمر اليوم الذكرى الـ 199 على إبعاد عمر مكرم، عن القاهرة إلى طنطا بأمر من محمد على باشا، بعدما شعر الوالى العثمانى بخطر على عرشه من وجود عمر مكرم، ووجوده كزعيم شعبى، فأبعده إلى دمياط، ومن بعدها طنطا، وذلك فى 5 أبريل عام 1822م.
وجاء إبعاد عمر مكرم إلى طنطا، مع تعاظم نفوذ محمد على باشا وتعاظم شعبية مكرم أدرك محمد على أن مكرم يمثل خطرا عليه أمام أحلامه، وتعاظمت أحقاد عدد من المشايخ على مكرم، وسعى بعضهم للدس لمكرم لدى الباشا، ونقل الوشاة إلى الباشا تهديد مكرم برفع الأمر إلى الباب العالى ضد الباشا وتحريك الشعب للثورة، فقام الباشا بعزله من نقابة الأشراف ونفاه إلى دمياط فى 9 أغسطس 1809، وظل فى منفاه نحو 10 سنوات، وعاد إلى القاهرة فى 9 يناير 1819 لكن وجوده كان مؤرقًا لمحمد على باشا الذى نفاه مجدداً إلى طنطا «زى النهارده» فى 5 إبريل 1822 وتوفى فى العام نفسه.
وتذكر المصادر أيضًا أنه حينما استقرت الأمور لمحمد على خاف من نفوذ العلماء فنفى عمر مكرم إلى دمياط سنة 1222هـ، وأقام بها أربعة أعوام، ثم نفاه إلى طنطا وتوفى فى سنة 1237هــ/1822م، وكانت لعمر مكرم مواقف صلبة فى مواجهة ظلم الولاة المماليك الذين عاصرهم من حكام مصر مثل: إبراهيم بيك، ومراد بيك، وأحمد خورشيد.
وحسبما يروى المؤرخ عبد الرحمن الرافعى، فأنه بعد أن عمر مكرم قضى فى دمياط نحو أربع سنوات، وبقى فى طنطا حتى ديسمبر من عام 1818، إذ طلب الإذن بتأدية فرضية الحج، وكان محمد على قد أحكم قبضته على السلطة و"بلغ قمة المجد بعد أن قهر الوهابيين فى الحجاز، فتذكر المنفى العظيم الذى كان له الفضل الأكبر فى إجلاسه على عرش مصر، وإذن له بالعودة إلى القاهرة وأن يقيم بداره إلى آوان الحج".
ومن القليل النادر الذى تذكره المصادر عن علاقة السيد عمر مكرم بالأوقاف ما يذكره الجبرتي، وهو مؤرخ معاصر له، من أنه دافع عن أراضى الأوقاف، واعترض على قيام الوالى محمد على باشا بفرض ضرائب باهظة عليها، فى حين أنها كانت معفاة منها قبل أن يصير واليًا على مصر. ورغم اعتراف محمد على بفضل السيد عمر مكرم، إلا أنه لم يتحمل معارضته، فعزله من نقابة الأشراف، ونفاه إلى دمياط، ثم إلى طنطا حتى وفاته كما سلف القول.