الشاعر عز الدين المناصر، أحد شعراء الثورة الفلسطينية، اقترن اسمه بالثورة والمقاومة الفلسطينية، وأطلق عليه برفقة محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد، شعراء الثورة فى الشعر الفلسطيني.
وتوفى، اليوم، فى العاصمة الأردنية عمان، الشاعر الفلسطينى عز الدين المناصرة، عن عمر يناهز 74 عاماً، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينة "وفا".
أصدر (11 ديواناً شعرياً)، و(خمسة وعشرين كتاباً نقدياً وثقافياً)، ساهم مع محمود درويش، وفدوى طوقان فى (المبادرة الفلسطينية)، لتأسيس (يوم الشعر العالمي)، بتاريخ (15/5/1997 ــ باريس)، وغنى قصائده مارسيل خليفة وغيره واشتهرت قصيدتاه "جفرا" و"بالاخضر كفَناه"، وساهم فى تطور الشعر العربى الحديث وتطوير منهجيات النقد الثقافي. وصفه إحسان عباس كأحد رواد الحركة الشعرية الحديثة.
يكتب عز الدين المناصرة قصيدته المغايرة للخطابة السائدة، ويتجه إلى استنطاق الأمكنة والأزمنة والأسطورة وألواح التاريخ وجلال الرموز القديمة لفلسطين والمنطقة العربية المحيطة بها وما يربطها بالوطن العربى الشاسع، براً وبحراً. ولا غرو، فهو ولد كما يقول بين بحرين عريقين: "البحر الميت" و"البحر الأبيض المتوسط".
كذلك يعد عز الدين المناصرة من أهم النقاد المقارنين العرب، الذين بذلوا جهدهم فى اقتراح: (منهج مقارن جديد، خصوصاً فى كتاب: (المثاقفة والنقد المقارن ــ والنقد الثقافى المقارن)، وقالت الباحثة الإيرانية (مريم السادات ميرقادري): (الشاعر المناصرة... شاعر عالمى بكل المقاييس).
ويقول الفرنسى (كلود روكيه)، مدير دار سكامبيت فى حفل تكريم المناصرة فى مدينة (بوردو) الفرنسية بتاريخ 29/5/1997، ما يلي: (بعد قراءتى لديوان (رذاذ اللغة) لعز الدين المناصرة المترجم إلى الفرنسية، أعلن أنه، لا يقلُّ أهمية عن شعراء فرنسا العظام فى النصف الثانى من القرن العشرين).
وكذلك شارك (المناصرة) فى الثورة الفلسطينية المعاصرة (1964 ــ 1994)، وكان (الشاعر الفلسطينى الوحيد) الذى حمل السلاح وخاض المعارك فى المرحلة اللبنانية (1972 ــ 1982)، أبعدته السلطات الأردنية بقرار رسمي، بتاريخ (10/12/1982)، عندما زار عمّان، قادماً من (حصار بيروت 1982) حيث كان يعيش، وسحبت منه الجنسية الأردنية، لكنها أعادتها له فى سبتمبر، 1991. ولم يستطع دخول فلسطين (مسقط رأسه) منذ عام (1964 وحتى رحيله.
انتمى الشاعر والناقد والمفكر، (عز الدين المناصرة)، أولاً إلى (حركة القوميين العرب، 1964-1966)، ثم أصبح عضواً فى (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــ 1968-1972). وكان مقرباً من (حركة فتح، 1974-1993)، ومنذ عام 1994، أصبح (المناصرة) ــ (مثقفاً مستقلاً) فى إطار (منظمة التحرير الفلسطينية)، التى انتمى إليها اعتباراً من عام (1964)، وكان قد أنهى علاقته (الوظيفية)، بجامعة القدس المفتوحة عام (1994)، بعد نقلها إلى فلسطين، لأنه ما زال ممنوعاً من دخول مسقط رأسه حتى اليوم.
تنقل المناصرة بين عدة بلدان قبل أن تحط به الرحال فى الجزائر عام 1983، حيث عمل كأستاذ للأدب فى جامعة قسنطينة ثم جامعة تلمسان، انتقل فى مطلع التسعينيات إلى الأردن حيث أسس قسم اللغة العربية فى جامعة القدس المفتوحة (قبل أن ينتقل مقرها إلى فلسطين) وبعدها صار مديرا لكلية العلوم التربوية التابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وجامعة فيلادلفيا حيث حصل على رتبة الأستاذية (بروفيسور) عام 2005، كما حصل على عدة جوائز فى الأدب من ضمنها: الجائزة الدولة الأردنية التقديرية فى حقل الشعر عام 1995، وجائزة القدس عام 2011.