كان الأديب الفرنسى إميل زولا (1840- 1902) واحدا من الأدباء الذين قدمو للمحاكمة بسبب كتاباته الصحفية أو الأدبية، وحوكم بتهمة التشهير بسبب نشره مقالة كتبها بعنوان "أنا أتهم ...!" تتحدث عن قضية الضابط دريفوس ويدافع عنه، فى عام 1898م، على هيئة رسائل إلى الرئيس الفرنسى آنذاك فيليكس فور، للدفاع عن ضابط فرنسى يدعى "ألفريد دريفوس"، فما كان إلا محاكمة مؤلف "الكارثة" بتهمة التشنيع العام.
وبحسب الدكتور زهير عبد المجيد الفاهوم فى كتابه " فلسطين: ضحية وجلادون" فإن المقال الذى نشرت فى 3 فبراير عام 1898م، فى صحيفة "لا أورور" الفرنسية، اتهم فيها "زولا" وزارة الحربية والمحكمة العسكرية فى باريس، بتضليل الرأى العام وإخفاء الحقائق وانتهاك المتهم درايفوس.
ويبدو أن محنة "زولا" كانت محفزة للأديب آخر لتحويلها إلى فيلم، وهو الشاعر الفرنسى إدموند جوجون، والذى تحمل اليوم ذكرى رحيله الـ86، إذ رحل فى مثل هذا اليوم 5 أبريل عام 1935، إذ يذكر أنه من أبرز إنجازاته تكييف مقالة "أنا أتهم" أو (بالفرنسية: J'accuse ...!) التى كتبها إميل زولا عام 1898م حول قضية دريفوس، لتمثل على شكل فيلم بنفس العنوان عام 1919، وقام بكتابة السيناريو والحوار للفيلم هابيل جانس.
والفيلم هو فيلم درامى صامت، أنتج عام 1919، من إخراج هابيل جانس. ويجمع بين الدراما والرومانسية مع خلفية فظائع الحرب العالمية الأولى، ويوصف أحيانًا بأنه فيلم من دعاة السلام أو مناهض للحرب، بدأ العمل فى الفيلم عام 1918، وتم تصوير بعض المشاهد فى ساحات معارك حقيقية.
ووصف النقاد بأن تصوير الفيلم القوى للمعاناة فى زمن الحرب، ولا سيما تسلسله الذروة من "عودة الموتى"، جعله يحقق نجاحًا دوليًا، وأكد أن جانس أحد أهم المخرجين فى أوروبا.