تمر الذكرى الـ51 على واحدة من أبشع المجازر فى تاريخ إسرائيل، وهى حلقة من ضمن حلقات السجل الإجرامى التى ارتكبتها إسرائيل ضد الإنسانية، هى مجزرة بحر البحر التى أودت بحياة 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين من الأبرياء، وتدمير مبنى المدرسة تماماً.
فى صباح مثل هذا اليوم قبل 51 عاما، شنت طائرات القوات الجوية الإسرائيلية فى الثامن من أبريل عام 1970 م، هجوما وحشيا تجاه منطقة الحسينية بمحافظة الشرقية، حيث قصفت طائرات من طراز فانتوم مدرسة بحر البقر المشتركة فى قرية بحر البقر، مما أدى إلى تدمير المدرسة واستشهاد وإصابة العديد من الأطفال، فى واحدة من أقذر المذابح التى ارتكبتها إسرائيل عبر تاريخها.
العديد من الشعراء وثقوا لدم الأطفال، وعبروا عن الجريمة الإسرائيلية ضد الإنسانية بالشعر، ووقف القلم وحده يدافع ويمجد عن هؤلاء الأبرياء الذى دفعوا دمائهم رغم عدم ارتكابهم أى شىء، فقط هى الممارسات الإسرائيلية التى لا تفرق بين الأبرياء والمسلحين بين الطفل الصغير والمحارب، ومن هولاء الشعراء:
صلاح جاهين
بالدم اللى على ورقهم سـال
فى قصـر الأمم المتــحدة
مسـابقة لرسـوم الأطـفال
ايه رأيك فى البقع الحمـرا
يا ضمير العالم يا عزيزى
دى لطفـلة مصرية وسمرا
كانت من أشـطر تلاميذى
دمها راسم زهرة
راسم رايـة ثورة
راسم وجه مؤامرة
راسم خلق جباره
راسم نـار
راسم عار
ع الصهيونية والاستعمار
والدنيا اللى عليهم صابرة
وساكته على فعل الأباليس
الدرس انتـهى
لموا الكراريس ..
ايه رأى رجـال الفكر الحر
فى الفكرادى المنقوشة بالدم
من طفل فقير مولود فى المر
لكن كان حلو ضحوك الفـم
دم الطـفل الفـلاح
راسم شمس الصباح
راسم شـجرة تفاح
فى جناين الاصلاح
راسم تمساح
بألف جناح
فى دنيا مليانة بالأشبـاح
لكنـها قلـبها مرتــاح
وساكتة على فعل الأباليس
الدرس انتـهى
لموا الكراريس …
ايه رأيك يا شعب يا عربى
ايه رأيك يا شعب الأحـرار
دم الأطـفال جايلك يحـبى
يقول انتـقموا من الأشـرار
ويسيل ع الأوراق
يتهجى الأسـماء
ويطـالب الآبـاء
بالثـأر للأبـناء
ويرسم سيف
يهد الزيـف
ويلمع لمعة شمـس الصيف
فى دنيا فيها النور بقى طيف
وساكتة على فعل الأباليـس
الدرس انتهى لموا الكراريس
فؤاد حداد
محافظته الشرقيه
ومدرسته
بحر البقر الابتدائية
وكراسته
مكتوب عليها السنة والاسم
ابنى اللى كان عود الريحان الطيب
وكان أمير فى أهله بالمعروف
وسقيته من لبنى ومن شجنى
وحملته بين الشمس والظلة
روح يا زمان
كانت ودانى معودانى أدان
الفجر أدعى له
كانت عيون الدنيا بتشيله
ويهل فى المواعيد
كان يمشى يفرح بالحيطان البيض
واحنا اللى ناس بنحب نتعلم
المدرسة ناحيتنا زى العيد
كانت حياتنا حنيّنه وصعبه
تشبه قرايته من الكتاب الجديد
فين الكلام الحلو من بقه
كان الوطن
عسل على لسانه وسبحه ونشيد
ادينى قلبك يا اللى تسمعنى
لو شفت ابنك قبل منك شهيد
راح اللى راح اللعب والخفه
أول جهادنا نبتسم تانى
والابتسامه تليق على الشفة
ابنى اللى وصانى
طول النهار كان صوته فى ودانى
زى العرق فى الشمس
ابنى اللى كان عود الريحان الطيب
أخضر فى أخضر فى المنام جانى
وقال لى عاوز كل زرعه تعيش
أخضر فى أخضر فى المنام قال لى
مش أمى لو مابتزرعيش
ابنى اللى قدم ندره واتملك شقاه
ابنى اللى ما يحبش يعيد الآه
ابنى اللى بيغنى الأمل ويقول:
كل شاطر مهما كان شاطر
يفرح بواجب سهل
كل قلب ومهما كان قاسى
يطلب حنان الأهل
كل ميت مات بيتلفت
وبيدكم مش بيده
ماينقطعشى وده عنكم أبدا
بيدكم
حب الوطن يبقى له سبحه ونشيد
ويمشى يفرح بالحيطان البيض
يقلع الشوك والعاقول من سكته
وكل ما بنزرع
وكل ما بنبنى
نلتقى الدنيا عمار فى ضحكته
ابنكم ابنى
الحديد والنار ماطالش يسكته
صوته معاكم عالى يا ولاد مصر
كلمة مصر
أحمد فؤاد نجم
الخط دا خطي
والكلمة دي
ليا
غطى الورق غطي
بالدمع يا عنية
شط الزتون شطي
والارض عربية
نسايمها انفاسي
وترابها من ناسي
وان رحت انا ناسي
ما تنسانيش هى
والخط دا خطي
والكلمة دى ليا
لاكتب على عينى
يحرم عليكى النوم
واحبس ضيا عينى
بدموعى طول اليوم
قبل الوفا بديني
زي الصلا والصوم
والدين فى عرف الحر
هم ومذلة ومر
وشجون تصون وتجر
احزان مخبية
والخط دى خطي
والكلمة دى ليا
لاكتب على كفي
والحبر من دمي