يقدم الموقع الأجنبى هيستورى، حقائق حول قناة السويس التى وصفها بالرائعة، والتى بناها المصرى لتربط بين العالمين الشرقى والغربى، وفيما يلى سوف نستعرض أبرز هذه الحقائق التى استعرضها الموقع.
1 - تعود أصولها إلى مصر القديمة
قناة السويس الحديثة هى فقط الأحدث من بين العديد من الممرات المائية التى صنعها الإنسان والتى كانت تشق طريقها عبر مصر، ربما يكون الفرعون المصرى سنوسرت الثالث قد بنى قناة مبكرة تربط البحر الأحمر ونهر النيل منذ حوالى عام 1850 قبل الميلاد، ووفقا لمصادر قديمة، بدأ الفرعون نحو الثانى والفاتح الفارسى داريوس العمل فى مشروع مماثل ثم تخليا عنهما، ومن المفترض أن القناة قد اكتملت فى القرن الثالث قبل الميلاد، وخلال عهد الأسرة البطلمية، اسافر عليها العديد من الشخصيات التاريخية بما فى ذلك كليوباترا.
2 - فكر نابليون بونابرت فى بنائها
بعد احتلال مصر عام 1798م، أرسل القائد العسكرى الفرنسى نابليون بونابرت فريقًا من المساحين للتحقيق فى جدوى قطع برزخ السويس وبناء قناة من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط، ولكن بعد أربع رحلات منفصلة إلى المنطقة ، خلص الكشافة بشكل غير صحيح إلى أن البحر الأحمر كان أعلى بمقدار 30 قدمًا على الأقل من البحر الأبيض المتوسط، وحذروا من أن أى محاولة لإنشاء قناة قد تؤدى إلى فيضانات كارثية عبر دلتا النيل، كانت حسابات المساحين الخاطئة كافية لإخافة نابليون بعيدًا عن المشروع ، وتوقفت خطط القناة حتى عام 1847م، عندما أكد فريق من الباحثين أخيرًا أنه لا يوجد فرق كبير في الارتفاع بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.
3 - عارضت الحكومة البريطانية بشدة بنائه
بدأ التخطيط لقناة السويس رسميًا فى عام 1854م، عندما تفاوض دبلوماسى فرنسى سابق يدعى فرديناند دي ليسبس على اتفاقية مع نائب الملك المصرى لتشكيل شركة قناة السويس، نظرًا لأن قناة دى ليسبس المقترحة حظيت بدعم الإمبراطور الفرنسى نابليون الثالث، فقد اعتبر العديد من رجال الدولة البريطانيين أن بنائها مخطط سياسي مصمم لتقويض هيمنتهم على النقل البحري العالمى، جادل السفير البريطاني في فرنسا بأن دعم القناة سيكون "عملًا انتحاريًا"، وعندما حاول دى ليسبس بيع أسهم فى شركة القناة، وصفت الصحف البريطانية المشروع بأنه "سطو صارخ على حياة البسطاء".
4 - تم البناء بأيدى الفلاحين المصريين وأحدث الآلات
تطلب بناء قناة السويس عمالة ضخمة، وقدمت الحكومة المصرية في البداية معظم الموارد عن طريق العمل على العمل بأجر رمزي من أواخر عام 1861، استخدم عشرات الآلاف من الفلاحين المجارف والمعاول لحفر الأجزاء الأولى من القناة يدويًا، كان التقدم بطيئًا، وفى مواجهة النقص الحاد في العمال، غيرت شركة قناة السويس استراتيجيتهما ودى ليسبس وبدأت في استخدام عدة مئات من المجارف والجرافات التي تعمل بالبخار والفحم المصممة حسب الطلب لحفر القناة، أعطت التكنولوجيا الجديدة المشروع الدفعة التي يحتاجها، وواصلت الشركة إحراز تقدم سريع خلال العامين الماضيين من البناء، من بين 75 مليون متر مكعب من الرمال تم نقلها في نهاية المطاف أثناء بناء القناة الرئيسية.
5 - كان تمثال الحرية مخصصًا فى الأصل للقناة
مع اقتراب قناة السويس من الاكتمال في عام 1869م، حاول النحات الفرنسي فريديريك أوجست بارتولدي إقناع فرديناند دي ليسبس والحكومة المصرية بالسماح له ببناء تمثال يسمى "مصر تجلب النور إلى آسيا" عند مدخل البحر الأبيض المتوسط، مستوحى من تمثال رودس العملاق القديم، تخيل بارتولدي تمثالًا يبلغ ارتفاعه 90 قدمًا لامرأة ترتدى أردية فلاحية مصرية وتحمل شعلة ضخمة، والتي من شأنها أيضًا أن تكون بمثابة منارة لتوجيه السفن إلى القناة، لم يتحقق المشروع أبدًا، لكن بارتولدي واصل شراء فكرة تمثاله، وفى عام 1886 كشف أخيرًا عن نسخة مكتملة في ميناء نيويورك، وأصبح معروفًا منذ ذلك الحين باسم تمثال الحرية.
6 - لعبت القناة دورا حاسما فى أزمة حقبة الحرب الباردة
في عام 1956م، كانت قناة السويس فى قلب حرب قصيرة بين مصر والقوات المشتركة لبريطانيا وفرنسا وإسرائيل، تعود جذور الصراع إلى الاحتلال العسكري البريطانى لمنطقة القناة، والذي استمر حتى بعد حصول مصر على استقلالها في عام 1922م، استاء العديد من المصريين من النفوذ الاستعمارى المستمر، وتفاقمت التوترات أخيرًا في يوليو 1956م، عندما قام الرئيس المصرى جمال عبد الناصر بتأميم جمهورية مصر العربية، قناة السويس من المفترض أن تساعد فى تمويل سد عبر نهر النيل.
في ما أصبح يعرف بأزمة السويس، شنت قوة بريطانية وإسرائيلية وفرنسية مشتركة هجومًا على مصر فى أكتوبر 1956، نجح الأوروبيون فى التقدم بالقرب من القناة، لكنهم انسحبوا لاحقًا من مصر فى عار بعد إدانة من الولايات المتحدة و التهديد بالانتقام النووى من الاتحاد السوفيتى. استقال رئيس الوزراء البريطانى أنطونى إيدن في أعقاب الفضيحة، وتركت قناة السويس تحت السيطرة المصرية.