شارل بودلير، شارل الشر الجميل، الفرنسى العائش فى ذاكرة الشهر العالمى، اكتسب "بودلير" شهرته العالمية بعد نشر قصائده «أزهار الشر»، التى كانت من أهم المجموعات الشعرية المؤثرة التى نُشرت فى أوروبا فى القرن التاسع عشر، ولعل كتابه «قصائد النثر الصغيرة»، عام 1868، كان أكثر التجارب المبكرة نجاحًا وابتكارًا فى شعر النثر فى ذلك الوقت، وقد اهتم «بودلير» بألا يظهر الأشياء إلا من خلال جدار سميك من الشعور الإنسانى، وكان شِعره اعترافًا بالأمل والأحلام والخطايا.
وتمر اليوم الذكرى الـ 200 على ميلاد شاعر الشر الجميل، الفرنسى شارل بودلير، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 9 أبريل عام 1821، بينما توفى فى 31 أغسطس 1867 عن عمر يناهز 46 عاما، هو شاعر فرنسى ومترجم وناقد أدبى وفني، كان من أهم رموز الحداثة فى العالم.
لكن يبدو أن الشهرة الكبيرة التى حصل عليها الديوان ليست فقط للمستوى الفنى للقصائد التى كتابها "بودلير" منذ عقود طويلة، ولكن أيضا بسبب الجدل الكبير التى سببه هذا الديوان، حيث تعرض مؤلفه للمحاكمة، بعد حملة تحريضية قامت بها ضده الصحافة الفرنسية آنذاك.
وبحسب مقدمة الشاعر والمترجم الكبير الراحل رفعت سلام، فى ترجمته للأعمال الشعرية، ففى 25 يونيو 1857م، صدرت الطبعة الأولى من ديوان "أزهار الشر" وبعد أيام نشرت جريدة "لوفيجارو" الفرنسية، مقالا يحرض على ملاحقة الديوان قضائيا، وبعد يومين فحسب من نشر المقال، يتم بالفعل تقديم "بودلير" وناشريه: بوليه – مالاسى ودبرواز، إلى المحاكمة بتهمة انتهاك الأخلاق العامة، وانتهاك الأخلاق المسيحية، وطالبت النيابة العامة بحذف 10 قصائد، ست منها بدعوى إهانة الأخلاق العامة، وأربعة بدعوى إهانة الأخلاق المسيحية.
وقضت محكمة الجنح آنذاك بأن "بودلير" وناشريه مذنبون، وتم تغريمه الشاعر الفرنسى 300 فرنك، وكل من الناشرين 100 فرنك، مع حذف القصائد الست المتهمة بإهانة الأخلاق العامة، وعدم الاعتداد بتهمة إهانة الأخلاق المسيحية.