اكتشفت البعثة المصرية برئاسة الدكتور زاهى حواس المدينة المفقودة تحت الرمال، التى كانت تسمى "صعود آتون" والتى يعود تاريخها إلى عهد الملك أمنحتب الثالث، وأكد الدكتور زاهى حواس، أن البعثة عثرت على أكبر مدينة على الإطلاق فى مصر والتى أسسها أحد أعظم حكام مصر وهو الملك "أمنحتب الثالث"، الملك التاسع من الأسرة الثامنة عشرة، الذى حكم مصر من عام 1391 حتى 1353 ق.م. وقد شاركه ابنه ووريث العرش المستقبلى أمنحتب الرابع "أخناتون" آخر ثمانى سنوات من عهده.
وآتون هو المعبود الذى أعلن عنه الملك إخناتون واعتبر إله الشمس الإله الموحد الذى لا شريك له ونور آتون يفيد جميع الأجناس، يمثل آتون فى شكل قرص الشمس، بأشعتها التى تنتهى بأيد بشرية، لتمنح الحياة والرخاء للأسرة الملكية، وبعد وفاة إخناتون، عاد آمون مرة أخرى، لمكانته الأولى، كأحد الأرباب المصرية.
عرف المصريون القدماء التوحيد قبل دعوة التوحيد التى تبناها الملك إخناتون ولكن كان هناك دائما إله مسيطر على باقى الآلهة، فدعوة التوحيد كانت قائمة منذ عصر تحتمس الرابع وفعلها إخناتون كانو يؤمنون بعدة آلهة أخرى بجانب الألهة الرئيسية.
تركزت على "أتون" إله الشمس، وأخناتون هو الروح الحية لأتون على الأرض، وابتكر أخناتون فكراً جديداً وهو أناشيد للمعبود بدلاً من الصلوات له ومنها يا من يضى المشرق بنوره فتملأ الأرض بجمالك أيها الجميل القوى الرائع العلى فوق الأرض تعاليت فأمتد نورك على الأرض أيها الظاهر الباطن يا من إذا استويت فى غرب الكون باتت الدنيا فى ظلام يشبه الموت أيها الواحد الأحد الذى لا إله غيره اختلف أخناتون بدعوته عن الفراعنة حيث تعداد الآلهة، وطالب بواحدنية هذا الإله "أتون" من دون شريك، حيث كان ربّ كل الناس المصريين، وأراد أخناتون بهذا الدين الجديد أن يحل محل الآلهة الكثيرة.
وقد هجر الملك أخناتون طيبة برغم ما كان لها من السيادة والأبهة، بعيداً عن كهنة أمون وسمى نفسه "العائش بالصدق" وأقام له حاضرة جديدة هى "بقايا تل العمارنة" فى محافظة المينا المصرية، إلا أن كهنة أمون فى طيبة قاوموا فكره ورفضوا دينه الجديد.
وكانت زوجة أخناتون نفرتيتى تشاركه الفكر فى عبادة أتون إله الشمس، ويعتقد بأن الديانة الأتونية هى من أوائل الديانات التوحيدية، ويعتقد فرويد بأن تلك الديانة هى المحرك الرئيس، فى نشأة الديانة اليهودية "فكرة التوحيد" وبأن النبى موسى أعتقد وآمن بديانة أخناتون وفكرة التوحيد وفلسفتها. حسب فرويد فى كتابه "موسى والوحدانية".