نلقى الضوء على كتاب "النمل.. التاريخ الطبيعى والثقافى" تأليف شارلوت سلى" والذى ينطلق من فكرة أن الإنسان يبدى إعجابا كبيرا بـ حشرة النمل، فهل يبالغ فى ذلك؟
يقول الكتاب، لا يحترم النمل الحدود الطبيعية، ويمكن أن تمتد مستعمراته أحياناً عبر بلدان عدة، ويتواصل أعضاء مجتمعاتها بسهولة عبر الحدود التى تفصل البشر من خلال اللغة.
وهكذا، فإن النمل يتمتع بالقوة التى يتمتع بها الأدب فى قدرة هذا الأخير على اجتياز الحدود المصطنعة التى تفرضها السياسة والدين والعرقية والأيديولوجيات.
يقول الكتاب فى مقدمته:
يصعب إلى حد استثنائى تجنب استعمال صفات التعظيم والتفخيم فى وصف النمل، فهذه الحشرات تلقى قدرا من الاحترام من المعجبين بها لا يتناسب مع حجمها على الإطلاق. وهؤلاء يؤكدون ضرورة استخدام أسماء التفضيل عند الحديث عنها، فهى الأذكى، والأكثر تنظيما، والأوفر عددا، والأقدم عهدا، وتتفوق على البشر فى الكد والكدح، والخصوبة والتناسل، والتعاون والتواصل، فضلا عن أنها أكثر جرأة وجسارة وهيمنة. وغالبا ما تصل هذه المقارنات إلى حدود غريبة فى الغلو.
ويقول الكتاب:
بين حقبة أفلاطون والحقبة المعاصرة، لفق المراقبون جملة من الحقائق المهشة والأرقام المذهلة فيما يتعلق بأعداد النمل وتوزيعه وتناسله وأنماط حياته. واعتادوا رفع منزلة هذه الحشرات فى تعابيرهم تعادل البشر، فقارنوا أعشاشها بالأهرامات أو بسور الصين العظيم وحركتها بالقطار السريع، وبلغ عددها وفقا للتقديرات الحديثة عشرة آلاف ترليون، ووزنها معا يساوى وزن سكان الأرض من البشر.