يزور الرئيس التونسى قيس سعيد مصر، فى واحدة من الزيارات المهمة التى يحتفى بها الجميع على المستويات الرسمية والشعبية، وتتميز العلاقات المصرية التونسية بجذورها القديمة، وتنوع مجالاتها وذلك لما بين البلدين من تاريخ واحد يجمعهما، خاصة فى الثقافتين العربية والإسلامية.
والعلاقة بين مصر وتونس علاقة ذات إرث تاريخى ممتد وعميق، حيث أن المشتركات الثقافية المصرية التونسية شديدة التقارب إن لم نقل التطابق فى بعض الموضوعات؛ فكلتا الدولتين تجمعهما منطقة الشمال الإفريقي، وحضارة البحر الأبيض المتوسط، كما تجمعهما اللغة العربية والهويات الثقافية والحضارية المتنوعة، والمتراكمة، كما يجمعهما طموحات الشعبين فى «حياة كريمة.. حرة.. عادلة»، وكلتاهما تقعان تحت نفس الضغوط السياسية ــ الاقتصادية تقريبا.
وبحسب الموقع الرسمى لهيئة الاستعلامات، جغرافيًّا، كانت مصر تمثل المعبر الرئيسى لانتقال حجاج بيت الله الحرام من تونس وبلاد المغرب العربي، وقد ترتب على ذلك تفاعل إنساني، وتبادل ثقافى بين هؤلاء الحجاج والشعب المصري، وتشير الكتابات التاريخية إلى هجرة قبائل "بنى هلال" و"بنى سليم" إلى تونس؛ وهو ما تولد عنه أثر أدبى من أقدم السير الشعبية، عُرِفَ فى تونس بـ"الجازية الهلالية"، وفى مصر بـ"السيرة الهلالية".
ومن أبرز الأمثلة على عمق العلاقات الثقافية حضور العلامة عبد الرحمن بن خلدون إلى مصر؛ حيث وُلِّى منصب قاضى القضاة المالكية بالقاهرة.
فى السياق نفسه، انتقل عدد من المبدعين والمثقفين التونسيين إلى مصر، وبعض المصريين إلى تونس. وكان بعض هؤلاء روادًا فى مجالاتهم أو مبدعين بارزين، ونذكر من هؤلاء بيرم التونسى المؤسس الحقيقى لشعر العامية المصرية الحديث، فضلًا عن دوره فى تطوير الأغنية المصرية والعربية التى تغنت بها "أم كلثوم"، وعدد من المطربين والمطربات المصريين. وخلال الفترة الحالية اشتهر بعض الفنانين والممثلين والمخرجين التونسيين فى السينما المصرية، أو فى الدراما المصرية؛ مثل الفنانة هند صبري، درة رزق، ظافر العابدين، لطيفة، فريال يوسف، والمخرج شوقى الماجري، وغيرهم الكثير.
ومن العلماء استقبلت مصر الشيخ محمد الخضر التونسى المولد وشيخ الأزهر الشريف خلال الفترة من 1952—1954؛ حيث منحته مصر جنسيتها، وبوأته أعلى المناصب الدينية، واختارته ضمن الرعيل الأول المؤسس لمجمع اللغة العربية، وعينته أستاذًا فى كلية أصول الدين.
وخلال العقود الأخيرة وفى الفترة الحالية، تحرص مصر على المشاركة فى المهرجانات الفنية والثقافية التونسية مثل مهرجان قرطاج السينمائي، ومعرض الكتاب الدولى التونسي.
ومن أبرز وقائع العلاقات الثقافية المصرية التونسية ما يلي:
فى ديسمبر 2020، شاركت مصر فى الدورة الـ 31 لمهرجان قرطاج، وجرى تكريم الفنان عبد العزيز مخيون عن مجمل أعماله.
فى ديسمبر 2019، تسلمت مصر شعلة تنصيب القاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2020 خلفًا للعاصمة التونسية فى الاحتفال الذى أقامته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" بمدينة الثقافة فى تونس.
فى سبتمبر 2019، شاركت تونس فى الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائى بفيلمين؛ هما الفيلم الوثائقى "كاميرا أفريقيا" للمخرج فريد بوغدير، والفيلم الروائى "نورة تحلم" للمخرجة هند بوجمعة.
فى عام 2019، شاركت مصر فى الدورة الـ30 لمهرجان قرطاج بفيلم "حبيب" للمخرج شادى فؤاد وبفيلم "بعلم الوصول" للمخرج هشام صقر.
فى عام 2016، شاركت مصر بمهرجان أيام قرطاج المسرحية بثلاثة عروض مسرحية؛ هى مسرحية "زى الناس" للمخرج هانى عفيفي، و"يا سم" للمخرجة شيرين حجازي، وعرض مصرى آخر لمسرح الشارع.
فى يناير 2012، حلت تونس كضيف شرف معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الثالثة والأربعين بأرض المعارض بمدينة نصر.
فى أبريل 2010، شاركت فرقة الرقص المسرحى الحديث المصرى التابعة لدار الأوبرا فى المهرجان العالمى للرقص المعاصر بتونس بعرض "قصة الفراشة العذراء" عن السينما المصرية.
فى نوفمبر 2009، شاركت مصر فى فعاليات الأسبوع الثقافى المصرى بمدينة القيروان بمناسبة احتفالاتها كعاصمة للثقافة الإسلامية 2009.