لكل شخص فترات صعبة فى حياته، لحظات من التمرد والنكران للأشياء، عقبات وعسرات تواجهه، نكبات وابتلاءات من الله قد تحدث، هنا تكون المرحلة التى يقيس بها الشخص إيمانه ويختبر بها صبره، وهو ما حدث مع الفنان الكبير الراحل محمود الجندي، الذى مر بفترة من التمرد فى الأمور الدينية، قبل أن يعود إلى الإيمان مرة أخرى.
وتمر اليوم الذكرى الثانية على رحيل "عم سلامة الطفشان" و"الغريب" الفنان الكبر محمود الجندى، الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم فى 11 أبريل عام 2019، عن عمر يناهز 74 عامًا، بعد رحلة ومسيرة فنية طويلة، ورحلة وتجارب إنسانية أكبر، حيث كان الفنان الراحل، مر بمرحلة من التمرد الدينى، موضحًا أن مكتبته كانت مليئة فى هذه الفترة بكتب تحفز على الإلحاد.
وكان الفنان محمود الجندي، صرح من قبل فى أحد لقاءاته التليفزيونية أنه ابتعد فى فترة ما من حياته عن الله، وبدأ يتمرد فى ثوابت الدين، وأن ابتعاده عن الله كان بسبب كتاب "حروب دولة الرسول" للمفكر سيد القمنى، أن هذا الكتاب جعله يشك فى الأحاديث النبوية وفى السيرة، مؤكدًا أنه لم يلحد، ولكنه ابتعد عن طريق الله.
ويعرض كتاب "حروب دولة الرسول" فكر مؤلفه سيد القمنى، وقراءاته الجديدة للمعارك التى خاضتها دولة الإسلام إبان تأسيسها فى العهد النبوى، وما ترتب عليها من نتائج أفرزت صراعات جديدة فى سبيل الحرص على استدامة الدولة الناشئة وتقوية دعائمها، إزاء المناخ المعادى الذى أحاط بها.
كما يعرض الكتاب المراحل التى مرت بها الدعوة الإسلامية، وكيفية تكيفها مع التغييرات التى تحل بها وبمسيرتها على مختلف الأسباب والنتائج، وهناك بعض الأفكار التى يطرحها يجعل من كتابه موضع جدل.
لكن موقف محمود الجندى لم يستمر من الدين طويلًا، فكان حادث احتراق شقته رسالة إلهية للعدول عن فكره، ويقول الجندى: "بعد وفاة الفنان مصطفى متولى ثم حادث وفاة زوجتى فى الحريق الذى نشب بمنزلى، نظرت للدنيا على أنها غير مستمرة، وفجأة لن أكون موجودًا".
بدأ تفكير الجندى يتخذ مسارًا مختلفًا، وألهمه ربه بصيرة افتقدها لسنوات، تدبرها حين التهم الحريق مكتبة منزله خاصة الكتب التى تدعو إلى الإلحاد، قائلا: "وجدت أن الجزء الذى يحترق بشدة هو الجزء الخاص بكتب الإلحاد، عندها جاءتنى شرارة فى عقلى نبهتنى لما حدث".