انطلق العام الثقافى المصرى التونسى الذى يستمر خلال 2021- 2022، ومن هذا المنطلق نتناول للشخصيات الثقافية التى كان لها دور فى بناء ثقافة البلدين، ونتوقف اليوم مع "ابن خلدون".
وابن خلدون (1332-1405 ميلادية) ومعروف بكونه أبو علم الاجتماع، ولكن ماذا عن رحلته إلى مصر؟
وصل ابن خلدون إلى الإسكندرية فى 8 من شهر ديسمبر عام 1382م فأقام بها شهرًا ليستعد لرحلة السفر إلى مكة المكرمة، ثم قصد ـ بعد ذلك ـ إلى القاهرة وقد وصف "ابن خلدون" وقعها فى نفسه وصفا رائعًا، فقال: "فرأيت حضرة الدنيا، وبستان العالم، ومحشر الأمم، وكرسى الملك، تلوح القصور والدواوين فى جوه، وتزهر الخوانك والمدارس بآفاقه، وتضيء البدور والكواكب من علمائه، وقد مثل بشاطئ بحر النيل نهر الجنة، ومدفع مياه السماء، يسقيهم النهل والعلل سيحه، ويحيى إليهم الثمرات والخيرات ثجة، ومررت فى سكك المدينة تغص بزحام المارة، وأسواقها تزجر بالنعم".
وشغل ابن خلدون مناصب ومهمّات عدّة فى مصر منها القضاء الخاص بالمالكيّة، وكان أولها عام 786هـ بأمر من الملك الظاهر برقوق، إذ خوّله لذلك ما كان يملكه من معارف وخبرات، ثمّ أُعيد تعينه بذات المنصب عام 801هـ، أمّا المرة الثالثة فكانت بأمر من الملك السلطان فرج عام 803هـ، فيما كانت الرابعة سنة 804هـ، أمّا المرة الخامسة فكانت عام 807هـ، والتى لم تدم لأكثر من أربعة أشهر بسبب وفاته.
وعمل ابن خلدون فى وظيفة التدريس فى مصر فى أماكن عدّة، حيث كانت بدايتهُ مدرساً فى جامع الأزهر، ثم انتقل إلى مدرسة القمحيّة بأمر من صلاح الدين بسبب وفاة بعض المدرسين فيها، كما شغل وظيفة التدريس فى مدرسة الظاهرية أو البرقوقية، كما عمل كمدرس لمادة الحديث فى مدرسة صرغتمش عام 791هـ.