نشاهد، اليوم، صورة معبرة عن المجتمع المصرى في فترة من الزمن، وهى ضمن مقتنيات المكتبة العامة بـ نيويورك، لباعة قصب السكر في أحد الشوارع المصرية، ومن الواضح أن الصورة تعود إلى القرن التاسع عشر.
يبدو أن المصريين عرفوا قصب السكر منذ وقت مبكر، البعض يعود به إلى زمن الدولة الأموية وأن النبات جاء من الهند، ولكنه في مصر وجد نفسه كما يقولون، فقد كانت البيئة المصرية مناسبة تماما للنبات خاصة في منطقة الجنوب.
ولكن في عهد محمد على باشا، بدأت مصر التفكير في صناعة السكر، لذلك احتل قصب السكر مكانة مهمة في تطوير الصناعة في مصر، ففي عام 1818 ازدهرت الزراعة والصناعة وأنشئ مصنعا للسكر بمحافظة المنيا فى ذلك الوقت، وبحلول 1868 فى عهد الخديوى إسماعيل كان بالوجه القبلى 16 مصنعا للسكر الخام الذى كان يصدر للتكرير فى مرسيليا بفرنسا، ثم أنشئ مصنع التكرير بالحوامدية سنة 1869.
ومع ذلك ظل وجود بائع لنبات القصب في القرى أمرا أساسيا في كل القرى، حتى أن المصريين أدخلوا قصب السكر في احتفالاتهم الاجتماعية والدينية، مثل عيد "الغطاس" الذى يحتفل به الأخوة المسيحيون ويشاركهم فيه جميع المصريين، حيث يعد أكل قصب السكر واحدا من أبرز فعاليات هذا العيد.