نحتفل بالعام الثقافى المصرى التونسى الذى انطلق 2021 – 2022، وبهذه المناسبة نقدم عددا من الكتاب المهمين الذين استطاعوا أن يتركوا بصمة كبرى على الثقافة العربية ومنهم "محمود المسعدى".
ومحمود المسعدى كاتب ومفكر ولد فى قرية تازركة بولاية نابل بتونس، وبدأ تعليمه فى كتّاب القرية حيث أتم حفظ القرآن قبل أن يبدأ مرحلة التعليم الابتدائى فى قريته، ثم أتم الدراسة الثانوية فى المعهد الصادقى عام 1933.
وفى العام نفسه التحق بكلية الآداب بجامعة السوربون ليدرس اللغة العربية وآدابها، وتخرج فيها عام 1936، وشرع فى إعداد رسالته الأولى "مدرسة أبى نواس الشعرية "، ورسالته الثانية حول "الإيقاع فى السجع العربى"، إلا أن الحرب العالمية الثانية قد حالت دون إتمامهما، ونشرت الثانية، لاحقاً، بالعربية والفرنسية. وقام المسعدى بالتدريس الجامعى فى كل من تونس وفرنسا.
وإلى جانب التدريس الجامعى، انخرط المسعدى فى السياسة، حيث تولى مسئولية شئون التعليم فى حركة الاستقلال الوطنى التى التحق بها مناضلا ضد الاستعمار الفرنسى، كما لعب دورا قياديا فى العمل النقابى للمعلمين.
بعد الاستقلال عام 1956، تولى المسعدى وزارة التربية القومية التونسية، حيث أسس الجامعة التونسية، وقبلها، كان قد تمكن من إقرار مجانية التعليم لكل طفل تونسي، وفى 1976، تولى المسعدى وزارة الشؤون الثقافية، قبل أن ينهى حياته السياسية كرئيس مجلس النواب وبالإضافة إلى تلك المسئوليات، كان للكاتب نشاط وافر فى منظمتى اليونسكو والأليكسو ومجمع اللغة العربية فى الأردن، وكذلك أشرف على مجلة "المباحث" عام 1944، ثم على مجلة "الحياة الثقافية" عام 1975.
كتب المسعدى أعماله المهمة بين العامين 1939 و1947. وتكشف هذه الأعمال عن تأثير القرآن على تكوينه الفكرى والعقائدى وعلى أسلوبه، كما تنم أعماله عن إحاطته بأعمال المفكرين المسلمين فى مختلف العصور، وبالأدب العربى القديم التى بدأ اهتمامه بها منذ مرحلة دراسته الثانوية، بالإضافة إلى اطلاعه الواسع العميق على الآداب الفرنسية خاصة والغربية عامة.
ومن مؤلفات المسعدى، حدّث أبو هريرة قال (1939، وطبع العمل كاملا عام 1973)، الترجمة الألمانية صدرت فى 11 / 2009، السد (1940، وطبع العمل كاملا عام 1955)، الترجمة الألمانية نشرت فى أكتوبر 2007، مولد النسيان التى نشرت للمرة الأولى عام 1945، وترجمت إلى الفرنسية (1993) والهولندية (1995). الترجمة الألمانية صدرت فى مارس 2008، "تأصيلا لكيان" الذى جمع فيه شتات كتاباته الأدبية والفكرية طوال حياته.