نشاهد، اليوم، صورة قديمة عن المجتمع المصرى تعود للقرن التاسع عشر، من مقتنيات المكتبة العامة فى نيويورك، وفيها نشاهد رجلا يقيم مطعما بسيطا جدا فى أحد الشوارع، ويظهر من خلفه مجرى مائى، ربما بحيرة.
يشعرك الرجل بمشروعه الصغير بأنه أصل عربيات الأكل التى نجدها فى الشوارع الآن، بأشكالها المختلفة والمتنوعة، وأعتقد أن هذا الشكل من تقديم الطعام موجود فى كل بلدان العالم المختلفة منذ قديم، لأنه ابن الضرورة والظروف التى يقتضيها وجود عمال فى الشارع.
كانت مصر فى القرن التاسع عشر محط نظر المستشرقين فى كل المجالات علم المصريات والعلوم الإنسانية بوجه عام، وكذلك الفنون من رسم وتصوير وخلافه.
وكالعادة نرى فى الصورة ذلك الحوار الدائم بين البائع والمشترى الذى نشاهدة الآن في شوارع مصر، فالأمر يتجاوز فكرة البيع والشراء إلى المشاركات الاجتماعية والحوارات العامة، بينما المرأة تنظر فى صمت.
الصورة لا تكشف عن مكونات الطعام بوضوح، وبعد محاولات لا أرى سوى الخبز على الطرف البعيد، ونشاهد امرأة تجلس بينما على رأسها ما يبدو أنه كوب به شاى.
لا يمكن بالطبع تحديد السنة التى التقطت فيها الصورة، خاصة أن المصريين ظلوا يحتفظون فترة طويلة بنفس السمات والحياة الاجتماعية.