شهدت أحداث متلاحقة، حيث يتولى طارق لطفى الخلافة عن طريق البيعة من مجلس شورى جماعته، ويتخلص طارق لطفى من معارض له ويقتله ويسير فى جنازته ليترحم عليه.
وأهل الحل والعقد: هم أهل الشأن من الأمراء والعلماء والقادة والساسة ووجوه الناس، والشروط التى يجب أن تتوافر فيهم ثلاثة كما قال المارودى فى الأحكام السلطانية: العدالة الجامعة لشروطها، العلم الذى يتوصل به إلى معرفة من يستحق الإمامة على الشروط المعتبرة فى الإمام، الرأى والحكمة المؤديان إلى اختيار من هو للإمامة أصلح، وبتدبير المصالح أقوم وأعرف.
وجاء فى كتاب "جمهرة أنساب العرب" لابن حزم الأندلسى، أن الخلافة لا تجوز إلا فى قريش وأن الخليفة يختاره أهل الحل والعقد، وهو ما ذهب إليه جمهور أهل السنة لوروده فى أحاديث صحيحة مرفوعة، منها ما رواه الإمام أحمد فى المسند عن أنس بن مالك -رضى الله عنه- أنه قال لأحد أصحابه: أحدثك حديثاً ما أحدثه كل أحد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على باب البيت وفى رواية: بيت رجل من الأنصار ونحن فيه فقال: الأئمة من قريش، إن لهم عليكم حقاً، ولكم عليهم حقاً مثل ذلك، ما إن استُرحموا فرحموا، وإن عاهدوا وفوا، وإن حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
وبحسب الموقع الرسمى للمجلس الإسلامى السورى، فأن مصطلح أهل الحل والعقد من المصطلحات العريقة فى تنظيم الشأن السياسى، وهو مصطلح اجتهادى لم يرد فى كتاب الله تعالى ولا فى سُنة رسوله . ويعود اللجوء إلى التعويل على ثلة من خاصة الأمة فى اختيار الحاكم إلى الأيام الأولى من الحكم الراشدى يوم اجتمع نخبة الصحابة رضوان الله عليهم فى سقيفة بنى ساعدة من أجل اختيار خليفة لرسول الله يكون أميراً على المؤمنين، وقد كان فى ذلك تعبير قوى عن أن الأمة هى مصدرُ شرعيةِ من يحكمها، ورضاها عنه هو الذى يمنحه صلاحية تنفيذ أحكام الشرع فيها.
كثيراً ما يطلقون على أهل الحل والعقد اسم (أهل الشورى) وربما كان هذا أسبق فى التداول من اسم (أهل الحل والعقد)، وهناك ما يشير إلى أن ابن تيمية يرى أن أهل الحل والعقد هم أولو الأمر الذين قال الله تعالى فيهم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (النساء:59) وهم الأمراء نواب ذى السلطان والقضاة وأمراء الأجناد وولاة الأموال والكتّاب والسعاة على الخراج والصدقات، وبذلك يكون أهل الحل والعقد هم من يلى السلطة التنفيذية.