المسلة الفرعونية هى أحد المعالم المميزة للحضارة المصرية القديمة، وفى الوقت الأخير حرصت الدولة المتمثلة فى وزارة السياحة والآثار، بتطوير المسلات الفرعونية وترميمها ورفعها فى ميادين والمناطق المهمة فى مصر، فنجدها فى ميادن التحرير وأمام المتحف المصرى الكبير، وفى تانيس والعاصمة الإدارية الجديدة، ولكن وراء أعمال النقل مجموعة من العمال الذين نجحوا فى نقل تلك المسلات دون إلحاق الضرر بأى منهم، وكان لنا لقاء مع محمود فاروق كبير العمال بمعابد الأقصر، والذى نجح فى نقل تلك المسلات.
محمود فاروق، رئيس العمال بالأقصر، إننى حاصل على ليسانس الآثار، ورغم ذلك أصريت على تعييني فى وزارة السياحة والآثار ضمن العمال، وراثة عن والدى، وقد نجحت فى نقل وتركيب مسلتين فى تانيس، مسلتين فى العاصمة الإدارية، كما نجحت فى تركيب مسلة ميدان التحرير، والمتحف المتحف المصرى الكبير.
وأوضح محمود فاروق، فى تصريحات خاصة لـ "انفراد"، إن لكل مسلة طريقة فى أعمال النقل، وكل حالة لها وضع خاص، مع اتخاذ جميع الاحتياطات الواجبة للحفاظ على المسلات خلال الفك والتركيب، وذلك مع اتخاذ كل وسائل العزل خلال أعمال النقل.
وأشار محمود فاروق، إن المثال الأمثال للمسلات هى مسلة الملكة "حتشبسوت" والتى تعد أطول مسلة موجودة فى معابد الكرنك، وهى كتلة واحدة، وكثير من الأحيان وقبل نقل أى مسلة أظل أنظر لمسلة الملكة واتخيل كيف نقل القدماء المصريين تلك المسلة.
وأكد محمود فاروق، إن أعمال نقل المسلات ليس أمر سهلا فهناك مسلات تتكون من كتلتين وهناك ثلاث كتل وكل كتلة لها وزن ثقيل جدًا، ويتم تحديد المعدات حسب وزن كل مسلة، بمعنى إذا كان وزن الكتلة 10 أطنان على سبيل المثال يتم الاستعانة بمعدات تحمل 50 طن، وتجهيز مجموعة من الحبال المتينة، ويتم نقل الكتلة بحيث تكون قريبة من الأرض أى لا ترتفع عن 10 سم من الأرض، تحسبا لأى أزمات، وحتى لا يتم تعريض المسلة للخطر ولا أى من العمال المسئولين عن النقل للخطر.