ضمن أحداث الحلقة السادسة من مسلسل "الاختيار 2"، ظهر المقدم محمد مبروك الذى يجسد دوره الفنان إياد نصار، وهو يقدم محاضرة تثقيفية لضباط جهاز الأمن الوطنى عن خطر الأفكار الإخوانية التى يروجونها وسط الشباب، ولفت إلى كتاب الأب الروحى للجماعة الإرهابية سيد قطب، واصفا كتابه "معالم فى الطريق" بأنه "دستور الجماعة".
ويتكرر ظهور هذا الكتاب فى أحداث الجزء الثانى من المسلسل بعدما ظهر خلال الجزء الأول، حيث ظهر فى الحلقة العاشرة، حيث ظهر الشيخ معتصم الذى قام بدوره الممثل الشاب إسلام حافظ، وهو يقرأ فى كتاب "معالم فى الطريق" لسيد قطب، وذلك بعدما قرر الانضمام إلى الجماعات الإرهابية، وهو يوضح مدى ما يؤدى به هذا الكتاب مع أخواته من الكتب التى تعتبر منبع الإرهاب، وهذا الكتاب خاصة واحدا من أخطر الكتب التى تحمل أفكارا متطرفة.
وكانت الطبعة الأولى من كتاب "معالم على الطريق" نُشرت بالقاهرة عام 1964، وقد أعيد طباعة الكتاب مرات عديدة، وهو ما لفت نظر أجهزة الأمن وقتها لمدى تأثير الكتاب على قطاعات معينة من الشباب الإخواني، حيث كان الكتاب فى الحقيقة خطابا سياسيا حركيا ذا طابع أيديولوجى مقصود به التنظيم الذى تكون حول سيد قطب فى فترة ما قبل خروجه من السجن عام 1964، وليس مقصودا به الأمة كلها.
جاء كتاب "معالم فى الطريق" فى 12 فصلا غير المقدمة، منها أربعة فصول مستخرجة من تفسير قطب "فى ظلال القرآن"، وثمانية فصول كتبت على فترات، فى السجن حيث خطّ قطب كتابه الأشهر "معالم فى الطريق"، الذى سيقوده بعدها بسنوات إلى منصة الإعدام، ويعتبر الكثير من المحللين والمتابعين أن هذا الكتاب قد مهد الطريق لترسيخ فكرة تكفير كل المجتمعات الإسلامية باعتبار أنها تعيش فى جاهلية تتأسس على الاعتداء على سلطان الله فى الأرض وعلى أخص خصائص الألوهية وهى الحاكمية، وأن الأفكار الواردة فى الكتاب كانت عظيمة الأثر فى نفوس غالبية قادة الحركات العنيفة، بحسب الباحث السودانى بابكر فيصل.
وفى كتاب "معالم فى الطريق" أطلق فيه صاحبه تجلياته الشيطانية بوصف المجتمعات العربية والإسلامية البعيدة عن تطبيق الشريعة - على حد زعمه - بأنها مجتمعات جاهلية لابد من نسفها فكرياَ وعملياَ، وأن الحكام فيها والمحكومين "جاهلين" لابد من التصدى لهم بكل السُبل، كما أكد "قطب" فى هذا الكتاب الذى يُعد بمثابة "نواة الإرهاب فى العالم" لفكرة الحاكمية الإلهية معتبراَ أن من يطبقون القوانين الوضعية ينافسون الإله سبحانه وتعالى فى حكمته وحكمه، وبعد نشر الكتاب بعام تقريباَ حُكم على "قطب" فى قضية محاولة اغتيال رئيس الجمهورية آنذاك جمال عبد الناصر وتفجير القناطر الخيرية والتجهيز لانقلاب مسلح، والترويج لأفكار تكفيرية.
وجاء فى تقرير أعده الشيخ محمد عبد اللطيف السبكى، بالأزهر الشريف، بطلب من الشيخ حسن مأمون، الإمام الأكبر وشيخ الأزهر السابق عام 1965، جاء فى التقرير "لأول نظرة فى الكتاب يدرك القارئ أن موضوعه: الدعوة إلى الإسلام، لكن أسلوبه أسلوب استفزازى، يفاجأ القارئ بما يهيج مشاعره الدينية، وخاصة إذا كان من الشباب أو البسطاء، الذين يندفعون فى غير رؤية إلى دعوة الداعى باسم الدين، ويتقبّلون ما يوحى إليهم من أحداث، ويحسبون أنها دعوة الحق الخالصة لوجه الله، وأن الأخذ بها سبيل إلى الجنة".
ويرى الباحث فى الإسلام السياسى كمال حبيب، أن سيد قطب آمن فى كتابه بضرورة وجود تنظيم يدافع عن الحركة وهى فى سبيلها الدعوي، كما حدث عام 1954، ولذا تجد الكتاب فى أغلب صفحاته يتحدث عن التجمع العضوى الحركى المنظم والعصبة الموازية للمجتمع التى تستعلى عليه باعتباره وطنا ودارا للحرب، لأنه لا يطبق الشريعة بداية من السلطة الحاكمة حتى القوى الداعمة لها بما فى ذلك الأزهر وعلماؤه وانتهاء بالمجتمع كله.