صدر حديثا كتاب "محاضرات فى العلوم الجنائية" للدكتور أحمد مصطفى كمال البواب، ويأتى الكتاب ضمن سلسلة البواب للعلوم الصحية، ويقع الكتاب في 466 صفحة من القطع الكبير، قسمه المؤلف إلى بابين رئيسيين (مدخل إلى العلوم الجنائية- مدخل إلى علم السموم الجنائي).
يقول الدكتور مصطفى كمال البواب فى مقدمة الكتاب يهتم الكثير منَّا بالمجال المُثير والمتطور للعلوم الجنائيَّة أو الطب الجنائى، ويرجع ذلك جزئيًا إلى البرامج التلفزيونية المُثيرة التى تتميز بعلوم الطب الجنائى والتحقيق في وقائع مسرح الجريمة، وإن هذه العروض التلفزيونيَّة تهدف إلى الترفيه فحسب، فهي ليست مُصمَّمة لتثقيف الجمهور حول العلم أو الوظائف الحقيقيَّة المتاحة في هذا المجال.
ومع ذلك، سواء أكانت هذه البرامج التلفزيونيَّة دقيقة أم لا، فإن الكثير منا يستمد قدراً كبيراً من المعلومات و(المعرفة العامة) من التلفزيون، ومن الواضح من المناقشات مع الأشخاص من جميع الأعمار أن هناك عددًا من المفاهيم الخاطئة المحيطة بمجال علم الطب الجنائي.
ويتضمن مصطلح علم الطب أو العلوم الجنائيَّة (forensis باللاتينية) مناقشة عامة أو مناظرة. غير أنه في سياق أكثر حداثة، فإن علم الطب الجنائي هو تطبيق العلم والطريقة العلمية على النظام القضائي وإن الجمع بين ذلك العلم، وعلم الطب الجنائي يعني تطبيق الأساليب والعمليات العلمية لحل الجرائم.
إن الكلمة المهمَّة هنا هي العلم. لن يقوم عالم الطب أو العلوم الجنائيَّة بتحليل الأدلة وتفسيرها فحسب، بل أيضاً بتطوير نتائج موضوعية يمكن أن تساعد في التحقيق مع مرتكبي الجرائم ومقاضاتهم أو تبرئة شخص بريء. فعلم الطب الجنائي هو عنصر حاسم في نظام العدالة الجنائية. ويقوم علماء الطب الجنائي بفحص وتحليل الأدلة من مسارح الجريمة