"المختصر فى أخبار البشر" المعروف بكتاب تاريخ أبى الفداء، لمؤلفه إسماعيل أبى الفداء، هو أحد أهم كتب التراث والموسوعات الإسلامية، وهو عمل يؤرخ لتاريخ العالم منذ بدء الخلق وحتى عام 1331م، وهو العام الذى توفى فيه المؤلف، ويضم المجلد الأول من هذه الطبعة ذات المجلدات الأربعة لتاريخ أنبياء الأديان الإبراهيمية وحياة النبى والصحابة الأولين.
كان أبو الفداء رجل دولة ومؤرخاً وجغرافياً وراعياً للحياة الفكرية في مدينة حماة السورية. ويكتسب العمل في الوقت الحاضر قيمة خاصة نسبةً لوصفه للمدينة في القرنين الثالث عشر والرابع عشر. كُرِّس المجلد الأول من هذه الطبعة ذات المجلدات الأربعة لتاريخ أنبياء الأديان الإبراهيمية وحياة النبي والصحابة الأولين.
والكتاب هو بمثابة مختصر لكتاب الكامل فى التاريخ لابن الأثير، بدءا بآدم والأحداث التى مرت بعده ثم عهد عيسى المسيح وما بعده، وصولا إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ونشر دعوة الإسلام وعصر الراشدين ومن بعدهم، والأحداث التى دارت فى المنطقة التى امتدت إليها الدعوة الإسلامية على امتداد الأرض العربية وغيرها.
وتضم أما المجلدات الأخرى، تحكى عن تاريخ الممالك الإسلامية والحكام والشخصيات الفكرية البارزة، كان أبو الفداء سلطاناً عادلاً وسخياً بكل المقاييس، فقد ازدهرت مدينة حماة على يديه وأصبحت شبه مستقلة عن السلطة المركزية فى مصر، وخلال مدة حكمه التى استمرت 20 عاماً ازدهر الاقتصاد وخرج من بين السكان المحليين سلسلة من القادة فى المجالات القانونية والإدارية، كانت كتابات أبى الفداء فى التاريخ والجغرافيا تُعتبر مصادر مهمة للتاريخ الإسلامى والاقليمي فى وقت من الأوقات إلا أنها لم تعُد اليوم محل دراسة كما فى السابق، توفى أبو الفداء فى حماه وأكمل ابن الوردى (1290-1349)..