نشاهد، اليوم، صورة تعود لسنة 1880 لـ "مكارى" وهو سائق الحمار، الذى كان يعد وسيلة المواصلات الأساسية بين الناس فى تلك الفترة، والصورة التقطها "ج. ليكيجيان".
كانت مهنة المكارى من الأهمية بمكان فى تلك الفترة، حتى أن من ينتمون إليها كانوا منظمين بما يشبه النقابية بينهم، وذلك بما يدل على كثرتهم وأهميتهم فى الوقت نفسه.
وعلى الرغم من انتهاء هذه المهنة تماما، ولكن التاريخ المصرى سيظل محتفظا بها لأسباب منها القصة التى تقول أن الحرب على مصر واحتلالها كان بسبب "مكارى".
هناك قصة شهيرة معروفة باسم واقعة "المكارى والمالطى"، وقعت أحداث هذه القصة 10 من شهر يونيو من عام 1882 عندما استأجر مواطن مالطى مكاريًا "سائق حمار" مصرى يدعى السيد العجان، وطلب منه أن يطوف به العديد من الشوارع، المالطى فوق الحمار والمواطن يمسك بالحمار ويسير بجواره فى لهيب الشمس.
وعندما انتهى المالطى من رحلته طلب منه السيد العجان أجرته، فأعطاه المالطى قرشا واحدا، لكن صاحب الحمار رأى أن هذا القرش قليل لا يفى ولا يتناسب مع أجرته وحق حماره، وحدث جدل بينهما فأخرج الرجل المالطى سكينا من ثيابه وأخذ يطعن به المواطن المصرى حتى قتله.
تجمع الأهالى، فجرى المالطى ودخل أحد البيوت التى يسكنها المالطيون واليونانيون خلف قهوة القزاز، وأخذ السكان الأجانب يطلقون الرصاص على الأهالى، وثارت نفوس المصريين، وانطلقوا يهجمون على أى أجنبى فى الشوارع والدكاكين.
ووصل عدد القتلى إلى 238، منهم 75 من الأوربيين و163 من الأهالى، فيما قال البعض: "إن عددهم كان يتراوح بين 45 و50 قتيلا"، إلا أن تلك الحادثة تسببت فى اتخاذ بريطانيا ذريعة لاحتلال مصر، بحجة حماية رعاياها والأجانب.