يحمل القرآن الكريم دلالات وصورًا جمالية عظيمة وتعبيرات بلاغية جديرة بالتوقف، أمام هذا النص الإلهى البليغ، ومعجزة الله الكلامية التى جاء بها النبى محمد صلى الله عليه وسلم، ليرى الناس الهدى والفرقان ويهديهم من الظلمات إلى النور، فجاء كآية للناس بجلال كلماته وجمال مفرداته وعظمة بلاغته، ليظل "الفرقان" و"البيان" لدى الناس، قادر على جذب أسماعهم وأبصارهم، ويأسر قلوبهم.
وفى القرآن العديد من الآيات التى نزلت بلغة جميلة ووجيزة قادرة على التعبير الجمالى والتصوير الفنى، ومفردات كثيرة زينها الحسن والإبداع والإتقان، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5)
والقول فى تأويل قوله تعالى: سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5)، يقول تعالى ذكره: سيوفق الله تعالى ذكره للعمل بما يرضى ويحبّ، هؤلاء الذين قاتلوا فى سبيله، (وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ) ويصلح أمرهم وحالهم فى الدنيا والآخرة.
قوله تعالى: ﴿سيهديهم ويصلح بالهم﴾ الضمير للذين قتلوا فى سبيل الله فالآية وما يتلوها لبيان حالهم بعد الشهادة أى سيهديهم الله إلى منازل السعادة والكرامة ويصلح حالهم بالمغفرة والعفو عن سيئاتهم فيصلحون لدخول الجنة.
ويقول تفسير ابن كثير: وقوله: (سيهديهم) أي: إلى الجنة، كقوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجرى من تحتهم الأنهار فى جنات النعيم) [يونس: 9] وقوله: (ويصلح بالهم) أى: أمرهم وحالهم.
وفى تفسير الطبرى: القول فى تأْويل قوله تعالى: {سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِح بَالهمْ} يقول تعالى ذكره: سيوفق الهل تعالَى ذكره للعمل بما يرضى ويحب، هؤلاء الذين قاتلوا فى سبيله {وَيُصْلِح بَالهمْ} ويصلح أَمرهم وحالهم فى الدنيا والآخرة. القول فى تأْويل قوْله تعالى: {سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِح بَالهمْ} يقول تعالى ذكره: سيوفق الهم تعالى ذكره للعمل بما يرضى ويحب، هؤلاء الذين قاتلوا فى سبيله، {وَيُصْلِح بَالهمْ} ويصلح أَمرهم وحالهم فى الدنيا والآخرة.