تمر اليوم ذكرى سقوط ثانى دول الخلافة الإسلامية فى التاريخ الإسلامى، "الدولة الأموية"، وهى واحدة من أكبر الدُول الحاكِمة فى التاريخ، كان بنو أمية أولى الأسر المسلمة الحاكمة، إذ حكموا من سنة 41 هـ (662 م) إلى 132 هـ (750 م)، وكانت عاصمة الدولة فى مدينة دمشق، فكيف فسر المؤرخين ذلك السقوط؟.
وحسب كتاب "الدولة الأموية.. والأحداث التي سبقتها ومهدت لها"، للدكتور يوسف العش، في عام 132 للهجرة سقط حكم بنى أمية سقوطا نهائيا، واعتلى الخلافة بنو العباس، وحاول المؤرخون أن يفسروا ذلك، فاتجهت آراؤهم أول الأمر إلى أن ما حدث هو ثورة من الفرس على الحكم العربى، وأخذ بهذا الرأي عدد من المؤرخين، لكن بعض المستشرقين في أوائل هذا القرن، وعلى رأسهم ولهاوزن في كتابه "الدولة العربية" انتبهوا إلى أن هذا القول ليس صحيحًا.
وأوضح الكتاب أن الثورة ليست من الفرس ضد العرب، وإنما هي ثورة على بنى أمية خاصة: فالثورة ليست من الفرس ضد العرب، وإنما هي ثورة على بنى أمية خاصة: هي قلب الحكم الأموى إلى حكم عباسى.
وأضاف الكتاب: تبع المستشرقين في ذلك بعض المؤرخين المحدثين من العرب على أن من قال بهذا الرأي توقف أمام صعوبات فيما يتعلق بدحض القول بأن الثورة فارسية، فأبو مسلم الذى قاد الثورة فارسى، ومن قبله خداش، ومواطن الثورة فارسى أيضًا، وهو خراسان، وهنالك شيء أمر من ذلك، وهو أن إبراهيم بن محمد بن على صاحب الدعوة العباسية أوصى أبا مسلم وصية قال فيها على ما رويت لنا كتب التاريخ : "وإن استطعت أن لا تدع بخراسان لسانًا عربيًا فأفعل"، هاتان الصعوبتان حيرتا المؤرخين، ولا سيما منهما الصعوبة الثانية، ففيها معنى واضح في وجوب محاربة العرب وقتلهم.