طالما اعتبر النقاد ومؤرخو الأدب أنوليام شكسبير وسرفانتس توفيا فى نفس اليوم من القرن السابع عشر، لكن الوقائع كشفت اختلاف يوم وفاتهما باختلاف التقويم الإنجليزى عن التقويم الإسبانى، حيث إن إبداع الكاتبين يبقى عابرا للتواريخ.
اعتبر الثالث والعشرون من أبريل عام 1616، يوم وفاة الأديبين العالميين الكبيرين الأنجليزى وليام شكسبير، والإسبانى ميجيل دى سرفانتس، ومع ذلك فإن هذا التزامن فى تاريخ الوفاة ليس صحيحاً، وفى الحقيقة، ليس هناك كثير من المشتركات بين شكسبير وسرفانتس، على الرغم من أنهما تعاصرا، وتركا إعمالا أدبية خالدة وتأثيراً كبيراً على الأجيال اللاحقة، واعتبر كل واحد منهما كاتباً موهوباً.
ولد الشاعر الإنجليزى فى عام 1564 فى "ستراتفورد ابون افون" بعد سبعة عشر عاماً من ولادة سرفانتس فى عام 1547 فى مدينة "الكالا دى هيناريس" بالقرب من مدينة مدريد، وبينما درس شكسبير فى مدرسة بلدته اللاتينية وأساسيات البلاغة والشعر فإن سرفانتس الذى ينتمى إلى عائلة متواضعة من النبلاء درس اللاهوت فى جامعة سالامانكا.
تاريخ الوفاة المسجلة لكل من شكسبير وسرفانتس هى 23 أبريل 1616م، توفى شكسبير بعد أن ترك لندن ليستقر فى مسقط رأسه قبل بضع سنوات من وفاته عن عمر يناهز الـ52، ودفن فى كنيسة الثالوث الأقدس فى ستراتفورد.
أما سرفانتس فقد كان يحاكم بتهمة التورط فى جريمة قتل، على الرغم من براءته فى الواقع، وليس واضحاً إذا قضى عقوبة السجن أم لا، ولكن فى عام 1605، نشر سرفانتس الجزء الأول من "دون كيشوت".
واندثرت معالم قبر سرفانتس الموجود فى مقبرة جماعية إلى أن اكتشف مجدداً فى عام 2015 بعد قرون عديدة على وفاته، وذلك عن طريق الأحرف الأولى M.C. المنقوشة على قبره، والآثار المتبقية على رفاة صدره ويده.
لكن الحقيقة هى أن الكاتب الإسبانى توفى فعليا قبل 10 أيام من معاصره الإنجليزى، وذلك لأن الدول كانت تستخدم تقاويم مختلفة فى ذلك الوقت: التقويم اليوليانى (نسبة إلى القيصر يوليوس) فى إنجلترا، والجريجورى (نسبة إلى البابا جريجوريوس الثالث عشر) فى أسبانيا.