واحدة من أشهر الأكلات المرتبطة بشهر رمضان المبارك، وأصبحت مع الوقت عادة وطقسا اجتماعيا فى الشهر الكريم، هى "قمر الدين"، وهو عبارة عن طبق حلوى على شكل رقائق تصنع من المشمش المجفف، ويكثر إنتاجه في بلاد الشام وهو معروف ومتداول في مصر وشبه الجزيرة العربية والعراق.
ويحصل على "قمر الدين" حسب الطريقة التقليدية القديمة بعصر ثمار المشمش وإضافة السكر إليها ثم غليها على النار وبعد ذلك تصب على ألواح خشبية مدهونة بزيت الزيتون وتعرض للشمس إلى أن تجف تماماً، ثم تقطع وتغلف على شكل طبقات، أما صناعة "قمر الدين" اليوم فتتم بأحدث الآلات والمصانع الحديثة المتطورة حيث يزيد استهلاكه في شهر رمضان في جميع الدول الإسلامية ويمكن تناوله إما بأكله مباشرة أو بإذابة قطع "قمر الدين" في الماء ليشرب كالشربات أو العصير بعد تبريده، ويستخدم كذلك في صناعة بعض أنواع الحلويات.
واختلف الباحثون في أصل تسمية "قمر الدين" بهذا الاسم، فمنهم من قال إنه نسبة إلى مخترعه، ومنهم من قال أنه تيمنا برؤية قمر شهر رمضان، ويقال في التراث إنه سمي بهذا الاسم نسبة إلى قرية شامية تسمى "أمر الدين" ويعد أهلها أول من فكروا في تجفيف المشمش لتخزينه لأطول فترة ممكنة نظرا لقصر موسمه.
وبحسب موقع "تراثيات" فإن أصل قمر الدين من حيث تسميته يعود إلى قرية أمر الدين الشامية، ثم تغير الإسم ليكون قمر الدين، وربما ذلك ما يفسر شهرة سوريا فى إنتاج قمر الدين منذ القدم، بينما يعتقد بعض الخبراء أن أصول المشمش تعود إلى غرب الصين وآسيا الوسطى وربما كوريا واليابان أيضا، وقد بدأت الزراعة المنظمة والمكثفة للمشمش فى الهند 3000 سنة قبل الميلاد.
نشأة قمر الدين الصينية، يدعمها أن الموطن الأصلى للمشمش هو الصين، وكان ينبت بريا فى جبال بكين، وقد عرف فى الصين قبل ميلاد المسيح بألفى عام، وزرع فيما بعد فى الهند وإيران واليابان.
وبحسب ما تذكرته بعض التقارير الصحفية، والصفحات التاريخية، فيرجع صناعة قمر الدين إلى العصر الأموى، وبالتحديد فى عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، فيعتقد أنه أول من تناول مشروب قمر الدين، وجاء ذلك احتفالا باستطلاع هلال شهر رمضان، وجاء تسميته بهذا اسم لارتباطه بتنفيذ أمر الله فى صوم شهر رمضان.