فلاديمير نابوكوف كاتب روسى الأمريكى، عرفت أعماله بأنها معقدة، فكان يكتبها بالروسية، إلا أنه بعدما وصلت أعماله الأدبية إلى الشهرة العالمية اتجه إلى كتابة رواياته بالإنجليزية، وتحل اليوم ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 23 أبريل من عام 1899م، فى سان بطرسبورج لعائلة اريستقراطية، فوالده يعد أحد كبار رجال القانون الروس فى عصره، وجده وزير سابق من العهد القيصرى.
خلال مرحلته التعليمه التى لقها هو وإخوته تعلم اللغات الروسية والإنجليزية والفرنسية، كما وقع فى سن مبكر تحت تأثير أستاذه للأدب الروسى الشاعر والناقد فاسيلى هيبيوس، ومع قيام ثورة أكتوبر 1917م، التحق نابوكوف للدراسة بكلية تيرنتى فى جامعة كامبريدج حيث درس العلوم واللغات والأدب الوسيط، وتفرغ للأدب سنة 1922م.
فى عام 1925م، كان فلاديمير نابوكوف مع موعد مع صدور روايته الأول بعنوان "ماشينكا"، لتظهر بعد ذلك مسرحيته المعادية للسوفييت بعنوان "رجل سوفييتي" فى سنة 1926م، ليتبعها بعد روايته "الملك، السيدة، الخادم" فى عام 1931م، وكانت هذه الفترة أخصب فترات عطاء نابوكوف الإبداعى حيث نشر عمله "الغلطة" 1932، ثم عاد سنة 1934م ونشر أعمالا ملفتة للانتباه مثل "سباق مجنون" و"دعوة للعذاب" والتى أظهر فيها العداء الشديد للحكم التوليتارى السوفييتي.
نشر "نابوكوف" فى بعض الأوقات تحت اسم مستعار وهو "فلاديمير سيرين"، منذ عشرينيات القرن العشرين وحتى الأربعينيات، وذلك بهدف إخفاء هويته عن النقاد، كما أنه ظهر متسترًا فى بعض رواياته، مثل شخصية "فيفيان داركبلوم" وهى لفظ مقلوب عن "فلاديمير نابوكوف"، كما استخدم شخصية تحت مسمى "بلافداك فينومورى" وهو لفظ مقلوب آخر من اسم نابوكوف التى تظهر فى الملك والملكة والوصيف.
وفى عام 1938م، كتب لأول مرة رواية باللغة الإنجليزية كانت بعنوان "سيرة سباستيان نايت الحقيقية"، وفى عام 1955 نشر روايته "لوليتا" التى منعت أول الأمر فى أمريكا، وهذا ما منعه نشر روايته "ابنين" عام 1957م، وفى عام 1958م أصبحت رواية "لوليتا" كتاب الجيب فى أمريكا، وباع حقوق تحويلها إلى فيلم بمبلغ 150 ألف دولار، وقد تفرغ فى هوليوود سنة 1960م لكتابة سيناريو لهذا الفيلم، إلا أنه سافر لأوروبا 1962 حيث كتب "النار الخافت" ،وفى سنة 1969م كتب أطول رواياته "آدا".
وترجم نابوكوف بنفسه إلى الروسية كتابَين كان قد كتبهما فى الأصل باللغة الإنجليزية وهما: أدلة قاطعة ولوليتا، وترجم كتابه "أدلة قاطعة" بسبب شعوره بوجود عيوب فى النسخة الإنجليزية منه، عند كتابة الكتاب، أشار إلى أنه احتاج إلى ترجمة ذكرياته الخاصة إلى الإنجليزية، وقضاء الكثير من الوقت فى شرح أشياء معروفة جيدًا فى روسيا، ثم قرر إعادة كتابة الكتاب، بلغته الأم الأولى، وبعد ذلك أصدر النسخة النهائية بعنوان تحدث وذاكر، حتى رحل عن عالمنا فى 2 يوليو 1977م.