المواطنة واحدة من الأسس التى يجب أن نتحدث عنها كثيرًا حتى تتحول إلى واقع فى بلدنا، لذاك نستعرض ما يقوله كتاب "بناء الوعى" الصادر ضمن سلسلة رؤية التى أصدرتها وزارة الأوقاف بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، تحت عنوان "فقه المواطنة".
يقول الكتاب:
لا شك أن كثيرا من المشكلات العصرية وحالات الشقاق التى تصل إلى حد الاحتراب والاقتتال المجتمعى أو الدولى أحيانا يمكن أن يحل الكثير منها بإقرار مبدأ المواطنة المتكافئة وترسيخ فقه المواطنة بديلا لفقه الأقلية والأكثرية، فمصطلح الأقلية والكثرية يشعرك ابتداء بأن هناك فريقين أحدهم قوى والآخر ضعيف، ولو بالمقياس العددى، أما مبدأ المواطنة المتكافئة فتذوب فيه العصبيات الدينية والعرقية والطائفية والمذهبية والقبلية وسائر العصبيات الخاطئة المدمرة.
كما أن المواطنة الحقيقية تعنى حسن الولاء والانتماء إلى الوطن والحرص على أمن الدولة الوطنية واستقرارها وتقدمها ونهضتها ورقيها وتعنى الدولة الوطنية باحترام عقد المواطنة بين الشخص والدولة، وتعنى الالتزام الكامل بالحقوق والواجبات المتكافئة بين أبناء الوطن جميعا، دون أي تفرقة على أساس الدين أو اللون أو العرق أو الجنس أو اللغة.
ومشروعية الدولة الوطنية أمر غير قابل للجدل أو التشكيك بل هو أصل راسخ لا غنى عنه فى واقعنا المعاصر، حتى أكد بعض العلماء والمفكرين أن الدفاع عن الأوطان مقدم على الدفاع عن الأديان، لأن الدين لا بد له من وطن يحمله ويحميه، وإلا لم قرر الفقهاء أن العدو إذا دخل بلدا من بلدان المسلمين صار الجهاد ودفع العدو فرض عين على أهل هذا البلد رجالهم ونسائهم كبيرهم وصغيرهم، قويهم وضعيفهم، مسلحهم وأعزلهم، كل وفق استطاعته ومكنته حتى لو فنوا جميعا، ولو لم يكن الدفاع عن الديار مقصدا من أهم مقاصد الشرع لكان لهم أن يتركوا الأوطان وأن ينجوا بأنفسهم ودينهم.