مسجد الطنبغا الماردانى، هو أحد مساجد القاهرة التاريخية، يقع فى منطقة الدرب الأحمر، يرجع إلى العهد المملوكى، وتتميز بطراز معمارى إسلامى فريد، تم إنشاؤه عام 739هـ/740هـ - 1338م/1339م، من خلال الطنبغا عبد الله الماردانى الساقى كان أحد مماليك السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وقد لقى من السلطان معاملة طيبة.
وتعود قصة بناء المسجد إلى حكاية تتسم بالولاء، ففى كتاب "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون"، يحكى عن شغف السلطان الناصر محمد لمملوكه الطنبغا الماردانى، أنه تولى تمريضه بنفسه عندما أصيب بإعياء إلى أن عوفى فأحب الطنبغا أن ينشئ له جامعا تجاه ربع الأمير طغجى خارج باب زويلة، وفى عام 738 هـ، اشترى الماردانى عدة دور من أربابها بغير رضاء أصحابها وندب السلطان النشو لعمارة الجامع المذكور، فطلب النشو أرباب الملاك وقال لهم "الأرض للسلطان ولكم قيمة البناء، وما زال بهم حتى ابتاعها منهم بنصف ما فى مكاتبهم من ثمن، وكانوا قد أنفقوا فى عمارتها بعد مشتراها أموالا طائلة، فلم يعتد لهم النشو منها بشئ، ثم تولى النشو عمارة جامع الماردانى حتى أتمه فى أحسن صورة وجاء مصروفة 300 ألف درهم ونيف، سوى ما أنعم به عليه السلطان من الخشب والرخام وغيره.
بنى مسجد الطنبغا الماردانى على نمط المساجد الجامعة (الجوامع)، أبعاد المسجد: العرض 20م، الطول 22.5م، فيتوسطه صحن تحيط به أربعة أروقة، أعمقها وأكبرها ذلك الرواق الذى يأخذ اتجاه قبلة الصلاة، وللمسجد ثلاثة أبواب وتوجد على يسار المدخل هذا المئذنة المكونة من ثلاث دورات، وللمسجد قبة بثمانية أعمدة جرانيتية تسبق المحراب، ويتوسط الصحن نافورة مثمنة (ثمانية الأضلاع)، رخامية، وواجهة الرواق الشمالى مغطاة برخام جميل نقش عليه تاريخ الإنشاء، وباقى أجزاء حائط القبلة مغطى بوزرة من الرخام الدقيق المطعم بالصدف.
وعلى باب المسجد الرئيسي في الجهة البحرية، كتب فوقه: (بسم الله الرحمن الرحيم ، إنما يعمر مساجد الله، من آمن بالله واليوم الآخر". يعتبر إيوان المسجد الشرقي من روائع فنون النقش والتذهيب، الذي يتحلى به سقفه، أما وزرة هذا الإيوان فمن الرخام الملون، عليها كتابات محفورة بالصدف، وبينها دوائر دقيقة كتب فيها بالخط الكوفي: " يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون". وإلى يمين المنبر ثبتت لوحة رخامية نقش فيها اسم مشيد الجامع وعام الانتهاء من بنائه جاء فيها: " بسم الله الرحمن الرحيم، أنشأ هذا الجامع المبارك العبد الفقير إلى الله تعالى الراجي عفو ربه، الطنبغا الساقي الملكي الناصري. وذلك في شهور سنة أربعين وسبعمائة، وصلى الله على سيدنا محمد وصحبه وسلم".