نواصل إلقاء الضوء على معجزات سيدنا النبى عليه الصلاة والسلام، ومنها المعجزات المادية، ومن ذلك تسبيح الحصى فى يديه، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "باب تسبيح الحصى فى كفه عليه الصلاة والسلام":
قال البيهقي: وقد قال محمد بن يحيى الذهلى فى الزهريات التى جمع فيها أحاديث الزهري: حدثنا أبو اليمان، ثنا شعيب قال: ذكر الوليد بن سويد أن رجلاً من بنى سليم كبير السن كان ممن أدرك أبا ذر بالربذة ذكر أنه بينما هو قاعد يوما فى ذلك المجلس وأبو ذر فى المجلس إذ ذكر عثمان بن عفان، يقول السلمي: فأنا أظن أن فى نفس أبى ذر على عثمان معتبة لإنزاله إياه بالربذة، فلما ذكر له عثمان عرض له أهل العلم بذلك وهو يظن أن فى نفسه عليه معتبة، فلما ذكره قال: لا تقل فى عثمان إلا خيرا، فإنى أشهد لقد رأيت منه منظرا وشهدت منه مشهدا لا أنساه حتى أموت، كنت رجلا ألتمس خلوات النبى ﷺ لأسمع منه أو لآخذ عنه، فهجرت يوما من الأيام فإذا النبى ﷺ قد خرج من بيته، فسألت عنه الخادم فأخبرنى أنه فى بيت فأتيته وهو جالس ليس عنده أحد من الناس، وكأنى حينئذ أرى أنه فى وحي، فسلمت عليه فرد السلام ثم قال: "ما جاء بك؟ ".
فقلت: جاء بى الله ورسوله، فأمرنى أن أجلس، فجلست إلى جنبه لا أسأله عن شيء ولا يذكره لي، فمكثت غير كثير فجاء أبو بكر يمشى مسرعا فسلم عليه، فرد السلام ثم قال: "ما جاء بك؟".
قال: جاء بى الله ورسوله، فأشار بيده أن اجلس، فجلس إلى ربوة مقابل النبى ﷺ بينه وبينها الطريق، حتى إذا استوى أبو بكر جالسا فأشار بيده، فجلس إلى جنبى عن يميني، ثم جاء عمر ففعل مثل ذلك، وقال له رسول الله ﷺ مثل ذلك، وجلس إلى جنب أبى بكر على تلك الربوة، ثم جاء عثمان فسلم، فرد السلام وقال: "ما جاء بك؟"
قال: جاء بى الله ورسوله، فأشار إليه بيده فقعد إلى الربوة، ثم أشار بيده فقعد إلى جنب عمر، فتكلم النبى ﷺ بكلمة لم أفقه أولها غير أنه قال: "قليل ما يبقين" ثم قبض على حصيات سبع أو تسع أو قريب من ذلك، فسبحن فى يده حتى سمع لهن حنينا كحنين النخل فى كف النبى ﷺ، ثم ناولهن أبا بكر وجاوزنى فسبحن فى كف أبى بكر كما سبحن فى كف النبى ﷺ، ثم أخذهن منه فوضعهن فى الأرض فخرسن فصرن حصا، ثم ناولهن عمر فسبحن فى كفه كما سبحن فى كف أبى بكر، ثم أخذهن فوضعهن فى الأرض فخرسن، ثم ناولهن عثمان فسبحن فى كفه نحو ما سبحن فى كف أبى بكر وعمر، ثم أخذهن فوضعهن فى الأرض فخرسن.