أصدرت مجلة الهلال عدد شهر يونيو، وتخصص فى عددها الجديد ملفا يضيء جوانب تاريخية ومعاصرة، تبدأ بمقدمة تاريخية عنوانها "الصيام قبل الإسلام فى جزيرة العرب" لأحمد حسين الطماوى، ويكتب عرفة عبده على عن جوانب جديدة فى حياة الشيخ محمد رفعت.
وجاء فى مفتتح المجلة أنه "لن نحتاج إلى استدعاء دروس هزيمة يونيو 1967؛ لأنها ـ الدروس والهزيمة ـ حاضرة بإلحاح، لا تخص الدول المحيطة بالعدو الإسرائيلى، وإنما تكاد تشمل العالم العربى المهدد بالتقسيم دون الحاجة إلى عدو خارجي؛ فالعدو فى الداخل، أو شقيق جار.. من الجيرة أو الجوْر". ويكتب سعد القرش فى الافتتاحية عن تحالف التدين الشكلى والوطنية الزائفة والفساد الوقح، فى اللحظة المصرية الراهنة، وأن "مستقبل الثورة مرهون بما يقرره المؤمنون بها، لا المستفيدون الكسالى منها، أولئك الذين لا يتورعون عن توجيه أصابع الاتهام بإدانة الثائرين بالخيانة، فى شبهة تقصير لمخلصين يتمتعون بالبراءة، وتعوزهم القدرة على التواصل مع الجماهير التى لا نجاح للثورة من دون اكتسابهم، بالوعى قبل الحركة".
فى هذا العدد تراجيديا مصرية عمرها مئة عام من النسيان، كما تسميها شذى يحيى وهى ترصد تفاصيل فرقة العمال فى الحرب العظمى، وقد استخدمتهم قوات الاحتلال البريطانى فى مد خطوط السكك الحديدية، واستخراج الألغام والقذائف التى لم تنفجر بأيديهم المجردة. ثم امتلأت الخنادق بجثث قتلاهم على طول الطريق من السويس إلى القدس، كما جعلتهم طعما للقوات العثمانية فى معركة غزة عام 1917 بوضعهم فى القوارب، كأنهم جنود، فقصفتهم المدافع، ولم يذكر المؤرخون أسماءهم.