نشاهد، اليوم، صورة لـ بائع طماطم فى أحد شوارع القاهرة تعود لعام 1924، وهى صورة معبرة بشدة عن روح الحياة فى شوارع مصر بشكل عام.
تفاصيل الصورة دالة تماما، لدينا البائع بعربته الخشبية التي يدفعها أمامه وعليها ثمار الطماطم، وفى يده ميزانه، ويلبس جلبابا بلديا مخططا، وطاقية بيضاء، ويترك جزا من شعره خارج الطاقية، فى حركة دالة على شبابه وفتونته، ويبدو أن هذه الحركة كانت "موضة" لأننا لو اتسعت نظرتنا فى الصورة سوف نجد كل الأطفال والرجال يلبسون بالطريقة نفسها.
أما النساء فلدينا امرأتان تلبسان بالطريقة التى نعرفها عن هذه الفترة التاريخية، تضعان على وجهيهما اليشمك، بينما امرأة أخرى يبدو أنها "خادمة" لا تلبس مثلهما، وهذا التنوع يساعد علماء الاجتماع على دراسة هذه الفترة المهمة من تاريخ مصر.
بالتالى تحصل هذه الصور على أهميتها من كونها تؤرخ لفترة مهمة من تاريخ مصر، ويكفى أن أقول لك إن القاهرة فى سمة 1925، حصلت على لقب أجمل مدينة فى العالم، وبالتالى كانت المدينة بكل شوارعها الجانبية حافلة بالحياة وصانعة للجمال.