لم يكن الكاتب شاتوبريان على وفاق مع زوجته، وكان قد تلقى سؤالا من أحد أصدقائه، قال له: لا بد أنك تعيش مع زوجتك حياة مثالية، فأنت تحرص على تناول الطعام معها.
فقال له: أنا لا أشعر بالجوع قبل السابعة، وزوجتى تفضل الأكل فى الخامسة، لذلك اتفقنا على أن نجلس على الطعام فى السادسة، فنكون قد ناوء أحدنا الآخر، وهذه هى الحياة التى يسمونها مثالية.
ويروى بواسيير، عن رجل وامرأة دامت علاقتهما ثلاثين عاما، وذات ليلة قال لها: ألا تعتقدين أنه آن الأوان لكى نتزوج؟ فقالت له: نعم، لكن يا صديقى العزيز من تراه فى هذا السن يرغب فينا؟!
وكان الصحفى والكاتب أوريليان شول «1833 - 1902» معروفا بقدراته الكبيرة على السخرية، وكان قد تعامل مع أحد المصارف، وعرف أن مدير المصرف محتال، يبالغ فى طلباته وفوائده، لدرجة أن شول قال عنه: «إذا اقترضت منه منديلا فإنه يطالبك بمفرشين».
وكان صاحب المصرف قد تلقى رسالة مكررة، كتبت فيها جملة واحدة: «أنت لص»، فدار على كل من يعرفه وعرض عليه الرسالة ليطلب منه تحديد كاتبها أو خطه، وضمن من عرض عليهم الرسالة كان الكاتب شول، الذى قال لصاحب المصرف: «أنت بالفعل لص واظن أن هذا هو خط النائب العام الذى سوف يطلب القبض عليك». فقال له صاحب المصرف: «لا أنصحك بالإصرار على أقوالك، فإن جيوبى ملأى بالصفعات».
فرد عليه شول قائلا: «واحسب أن الصفعات هى كل ما ادخرته».
وفى إحدى المرات كانت ممثلة عجوز متصابية تصبغ وجهها بالكثير من الأصباغ، فقال له أحد رفقائه، إنها تصبغ نفسها لتصير أصغر. فقال له شول: إنها فى الواقع لا تصبغ نفسها، لكنها تدفن نفسها وسط الأصباغ.
وأثناء حصار باريس انتشرت حالة من الجوع أكل على أثرها الفرنسيون لحوم الكلاب، ودار حديث بينه وبين أحد أصدقائه الذى قال له: لا شك أن أكل النساء للحوم الكلاب سيجعلهن أكثر وفاء وإخلاصا، فرد شول قائلا: لم يحدث من ذلك شىء، إذ أن لحم الكلاب جعل النساء أكثر حاجة إلى القيود.