مسجد سيدى عبد الرحمن بن هرمز، أحد رواة الحديث النبوى، وكنيته أبو داوود المشهور بالأعرج القرشي، ويقع مسجده فى شارع رأس التين فى الإسكندرية، والذى بنى خلال القرن التاسع عشر، والذى كان فى الأصل مقبرة بها ضريح الشيخ عبد الرحمن بن هرمز.
ولم يشر إلى هذا المسجد أحد المؤرخين إلا على مبارك حيث أنه بنى فى القرن التاسع عشر، وجاء فى كتاب أعلام الإسكندرية للدكتور الشيال القصة التالية: أن الشيخ بشير الشندى، المدير السابق لمكتبة بلدية الإسكندرية روى لى أن الشيخ محمد البنا، أحد علماء الإسكندرية فى القرن التاسع عشر كان يجتاز شارع رأس التين الحالى، دائما فى طريقة إلى سراى راس التين لزيارة الخديو إسماعيل، وقد رأى ليلة فيما يرى النائم أن صاحب ضريح يقع فى هذا الشارع يعاتبه ويقول له : كيف تمر بقبرى ولا تحيينى؟ فسأله الشيخ "ومن أنت"؟ فقال : أنا عبد الرحمن ابن هرمز.
ويستطرد الشيخ بشير الشندى فى سرد القصة التى ذكرها كتاب "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون"، للدكتورة سعاد ماهر محمد، فيقول : وقص الشيخ البنا هذه الرؤيا على نفر من أصدقائه، وكان من بينهم رجل فاضل من أثرياء المدينة هو الشيخ درويش أبو سن، فتطوع لبناء هذا المسجد ليضم الشريح ومن ثم نسب المسجد والضريح إلى سيدى عبد الرحمن بن هرمز، ثم أوصى أن يدفن هو إلى جواره بعد وفاته.
وحسب وصف على مبارك مسجد أصله مقبرة بها ضريح الشيخ عبد الرحمن بن هرمز وكان عليه مقصورة من خشب، فلما بنى ما حوله ودخل فى تنظيم المدينة بنى ذلك المسجد، وجعل داخله ضريح الشيخ المذكور، والذى بناه المرحوم درويش أبو سنن وهو مسجد تام المرافق حسن المنظر، مقام الشعائر، ويصرف عليه من الوقف.
والمسجد الموجود الآن يعتبر من المساجد المعلقة إذ يصعد إليه ببضعة درجات ويتكوت المسجد من مساحة مستطيلة مغطاة السقف يقسمها ثلاث صفوف من الأعمدة إلى أربعة أروقة، ويتكون كل صف من عمودين يعلوها عقود مدببة، ويتوسط الجامع "منور" صغير مربع" وفوق الرواق الرابع صندرة متسعة للسيدات.
ويعلو المحراب لوحة حجرة نقش عليها النص التالى : ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، بنى هذا صاحب الخيرات حاج درويش أبى سن سنة 1265هـ"، وإلى يسار المحراب فى الركن الجنوبى حجرة بها ضريح الشيخ عبد الرحمن بن هرمز تعلوه مقصورة خشية، وإلى جانبه ضريح رخامى بسيط دفن به بانى المسجد الحاج درويش أبى سن.
ويعلو المدخل الرئيسى للجامع الذى يقع فى الضلع الشمالى الغربى للجامع المئذنة، وهى تتكون من ثلاث دورات الأولى والثانية أسطوانية وينتهى بشرفة يقف فيها المؤذن، أما الدورة الثالثة فهى عبارة عن عمود أسطوانى مرتفع، وهذا الطراز من المآذن انتشر فى معظم مساجد شمال الدلتا فى العصر العثمانى.