نجحت البعثة الأثرية العاملة فى منطقة آثار الدقهلية برئاسة الدكتور سيد الطلحاوي، من الكشف عن مقابر يرجع تاريخها إلى ثلاثة مراحل حضارية مختلفة ومن بين المقابر التى تم العثور عليها 68 مقبرة ترجع لمرحلة حضارة مصر السفلى وخمسة مقابر من عصر نقادة III و37 مقبرة من عصر الهكسوس، وذلك أثناء أعمال الحفر الأثري بمنطقة كوم الخلجان بمحافظة الدقهلية، ومازالت الحفائر مستمرة للكشف عن مزيد من أسرار هذه المنطقة، ولهذا نستعرض خلال السطور المقبلة نبذة عن حضارة نقادة الثالثة.
حضارة نقادة الثالثة (حوالى 3200 إلى 300 قبل الميلاد)، وتميزت تلك الحضارة بعدة مميزات منها، تطور طريقة تجهيز الموتى وعلى الأخص أفراد الطبقة العليا، إذ زادت عدد غرف المقبرة إلى غرفتين، وكانت توضح بهما جثة الشخص التى تم تحنيطها، كما كان يوضع معه العام والشراب والأثاث كما فعل أهل حضارتى نقادة الأولى والثانية مع موتاهم.
وفى تلك الحقبة الزمنية، فقد تم استخدام النحاس على أوسع نطاق له، كما تم إتقان الصناعات الفخارية بشكل كامل، وكان يتم زخرفتها بأشكال تمثل الإنسان والحيوان والنبات، كما كانت القوارير تزين بأشكال القوارب، وفى تلك الفترة الزمنية بدأت مدينة "بوتو" فى دلتاه مصر فى الظهور والنمو والتقدم.
ومن الأشياء التى تسترعى الانتباه هو ظهور مبادئ الكتابات الهيروغليفية على الأوانى والمنتجات الفخارية فى تلك الفترة، إذاناً بانتهاء فترة طويلة من الإعداد والتحضير لحضارة عظيمة.
يذكر أن المقابر الخمسة التي تم العثور عليها مؤخرًا والتي تعود لفترة نقادة III، عبارة عن حفر بيضاوية الشكل قطعت في طبقة الجزيرة الرملية، منها مقبرتين غطيت جوانبهما وقاعهما وسقفهما بطبقة من الطين، وقد عثرت البعثة داخل الحفر على مجموعة من الأثاث الجنائزي المميز لهذه الفترة وهي عبارة عن أواني أسطوانية وكمثرية الشكل، بالإضافة إلى صلايات صحن الكحل، زُين سطحها برسومات وأشكال هندسية كما وجد عليها كتلة صغيرة من الظران كانت تستخدم لصحن الكحل.