يقول كتاب "فقه الدولة وفقه الجماعة" ضمن سلسلة رؤية التى تصدرها وزارة الأوقاف بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، تحت عنوان "مفهوم المصلحة بين منظور الدولة ومنظور الجماعة" :
المصلحة فى منظور الدولة هى المصلحة العامة المعتبرة، التى تحقق صالح الوطن وصالح جميع أبنائه، وليست المصلحة الخاصة التى تحقق صالح بعض الأفراد، على حساب بعض الجماعات، أو الأحزاب على حساب البعض أو على حساب الوطن نفسه.
أما المصلحة فى منظور الجماعة فهى المصلحة التى تحقق صالح الجماعة أو الحزب، بل ربما بلغ الأمر الشطط فصارت المصلحة عندهم هى ما يحقق صالح قيادة الجماعات أو جماعات الحزب ولو على حساب باقى أفراد الجماعة أو جموع المنتسبين إلى الحزب، فقد تضحى الجماعة ببعض المنتسبين إليها أو المنتمين إليها لصالح الجماعة، ولا سيما أن هذه التضحيات لا يمكن أن تكون بالقيادات أو أبنائهم، إلا فى ضوء التنازع والتناحر وعمليات الإقصاء، والإقصاء المضاد بين هذه القيادات فى محاولة كل منها الاستئثار بالمغانم، إنما تكون التضحيات دائما بالصفوف المتأخرة فى الجماعة، وقد تضحى الجماعة بالمصلحة الوطنية العليا إذا تعارضت مع مصلحتها، بل إن كثيرا من الجماعات ترى أن كل ما يقوى الدولة ليس فى صالح الجماعة، وأنه لا مكان لأى جماعة فى ظل دولة قوية متماسكة مترابطة ويجب فى منظورهم العمل على إضعاف الدولة حتى يتم التمكين للجماعة.
وتحاول معظم الجماعات ولاسيما الإرهابية والمتطرفة منها ربط مصالح أعضائها وعناصرها والمنتمين لها بمصالح الجماعة وبخاصة فى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية بحيث يصبح الدفاع عن مصلحة الجماعة قضية مصيرية بكل أفرادها، وأن حياة الفرد لا يمكن أن تستقيم خارج جماعته.
وأنه لو فكر مجرد تفكير فى الخروج من الجماعة لتعرضت جوانب حياته المتعددة للخلل أو الانهيار أو التدمير ما لم تكن حياته نفسها أيضا مهددة.