جامع عمر مكرم، والذى أنشاته وزارة الأوقاف حديثًا، ويقع خلف قصر الدوبارة ـ قصر النيل، وقد تم تشييده مكان جامع قديم بناه الأمير كريم الدين الكبير الناظر الخاص عام 720 هـ، وهو أحد كبار الأمراء فى زمن السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وقد دفن فى هذا الجامع الشيخ محمد العبيط أحد أبرز علماء الدين فى القرن الثانى عشر الميلادى.
وهو جامع الأمير كريم الدين الكبير ناظر خاص الناصر محمد ابن قلاوون الذى حدد مكانه ابن تغرى بردى فقال خلف الميدان، أى الميدان الناصرى الذى يطل على النيل بأرض القصر العالى.
وتقول الدكتورة سعاد ماهر محمد، فى كتاب "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون"، وقد بحثت فى كتب التراجم وطبقات الصوفية الموضوعة حتى نهاية القرن العاشر الهجرى، عن الشيخ العبيط ولكنى وجدت اسمه فى خطط على مبارك، ولذا فمن المرجح أن يكون من شيوخ القرن الحادى عشر أو القرن الثانى عشر، حيث جدد جامع الشيخ العبيط عندما أنشأ سراى الإسماعيلية عام 1285 هـ.
أما عن تجديد موقع جامع العبيط الذى أقيم عليه جامع عمر مكرم الآن، فقد أوضحه أستاذ التاريخ أحمد رمزى توضيحًا كافيًا، حيث قال جاء فى النجوم الزاهرة من ضمن الجوامع الكثيرة التى أنشئت فى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون والتى تقام فيها خطبة الجمعة، جامع كريم الدين خلف الميدان، وأن منشئه هو كريم الدين عبد الكريم بن إسحاق بن هبة الله السديد القبطى المعروف بكريم الدين الكبير الناظر الخاص، عام 700 هـ.
والجامع الجديد الذى أطلقت عليه وزارة الأوقاف جامع عمر مكرم، يتكون من مبنى معلق يرتفع عن مستوى الشارع بسبع درجات، ويتكون من جزءين منفصلين، الجزء الأول عبارة عن مربع له مدخل رئيسى فى الركن الشمالى الشرقى ومدخل آخر فى الجانب الغربى للمسجد، وهذا الجزء معد للصلاة، وفى وسط جدار القبلة يوجد محراب كبير ويتوسطة صحن صغير تحيط به أربعة إيوانات، والجزء الثانى فهو عبارة عن مستطيل يتوسطة صحن به فتحات التهوية والإضاءه وقد أعد هذا الجزء خصيصًا لكى تقام فيه المعزى على الموتى.
عمر مكرم أول زعيم شعبى لمصر فى عصرها الحديث ورائدًا مثاليًا من رواد المقاومة الشعبية، ففيه تمثلت الشخصية المصرية المناضلة ضد الظلم والاستعمار الأجنبى، لقد ظهر عمر مكرم كشخصية لها وزنها فى سير الأحداث السياسية الهامة عندما توسط لحل النزاع الذى احتدم بين الوالى العثمانى وبين المماليك القبليين من جهة أخرى ثم تزعم حركة المقاومة الشعبية ضد الحملة الفرنسية.