فاطمة الزهراء، ابنة سيدنا النبى، سيدة نساء أهل الجنة، توفيت رضى الله عنها بعد سيدنا محمد، عليه الصلاة والسلام بشهور، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك.
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير "ذكر من توفى فى هذه السنة"
توفى رسول الله ﷺ محمد بن عبد الله، وبعده بستة أشهر على الأكثر توفيت ابنته فاطمة رضى الله عنها وتكنى بأم أبيها، وقد كان - صلوات الله وسلامه عليه - عهد إليها أنها أول أهله لحوقا به، وقال لها مع ذلك: "أما ترضين أن تكونى سيدة نساء أهل الجنة".
ولما حضرتها الوفاة أوصت إلى أسماء بنت عميس - امرأة الصديق - أن تغسلها فغسلتها هى وعلى ابن أبى طالب وسلمى أم رافع، قيل: والعباس بن عبد المطلب، وما روى من أنها اغتسلت قبل وفاتها وأوصت أن لا تغسل بعد ذلك فضعيف لا يعول عليه، والله أعلم.
وكان الذى صلى عليها زوجها علي، وقيل: عمها العباس وقيل: أبو بكر الصديق فالله أعلم.
ودفنت ليلا وذلك ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان سنة إحدى عشرة.
وقيل: إنها توفيت بعده - عليه السلام بشهرين.
وقيل: بسبعين يوما.
وقيل: بخمسة وسبعين يوما.
وقيل: بثلاثة أشهر.
وقيل: بثمانية أشهر، والصحيح ما ثبت فى الصحيح من طريق الزهرى عن عروة، عن عائشة أن فاطمة عاشت بعد النبى ﷺ ستة أشهر، ودفنت ليلا.
ويقال: إنها لم تضحك فى مدة بقائها بعده عليه السلام وأنها كانت تذوب من حزنها عليه، وشوقها إليه، واختلف فى مقدار سنها يومئذ، فقيل: سبع وقيل: ثمان وقيل: تسع وعشرون، وقيل: ثلاثون، وقيل: خمس وثلاثون وهذا بعيد وما قبله أقرب منه، والله أعلم.