تمر اليوم 1 مايو ذكرى عيد العمال، وتعود خلفية هذا اليوم إلى القرن التاسع عشر إلى أمريكا وكندا وأستراليا، فقبل الإعلان عن هذا اليوم بسنوات، كانت شيكاغو في القرن التاسع عشر تخوض نزاعات عمالية لتخفيض ساعات العمل في هاميلتون، وبشكل خاص في الحركة التي تعرف بحركة الثمان ساعات.
هذا اليوم بمرور الزمن أصبح رمزا لنضال الطبقة العاملة من أجل حقوقه، اتخذ هذا التنظيم من 1 مايو يوما لتجديد المطالبة بحقوق العمال، ومن أجل ذلك قام الشاعر الكبير أحمد شوقى، بكتابة قصيدة عن العمال بعنوان "أيها العمال" للحث عن الجهد واكتساب خيرات الأرض.
أَيُّها العُمّالُ أَفنوا العُمرَ كَدّاً وَاِكتِسابا
وَاِعمُروا الأَرضَ فَلَولا سَعيُكُم أَمسَت يَبابا
إِنَّ لي نُصحاً إِلَيكُم إِن أَذِنتُم وَعِتابا
في زَمانٍ غَبِيَ الناصِحُ فيهِ أَو تَغابى
أَينَ أَنتُم مِن جُدودٍ خَلَّدوا هَذا التُرابا
قَلَّدوهُ الأَثَرَ المُعجِزَ وَالفَنَّ العُجابا
وَكَسَوهُ أَبَدَ الدَهرِ مِنَ الفَخرِ ثِيابا
أَتقَنوا الصَنعَةَ حَتّى أَخَذوا الخُلدَ اِغتِصابا
إِنَّ لِلمُتقِنِ عِندَ اللَهِ وَالناسِ ثَوابا
أَتقِنوا يُحبِبكُمُ اللَهُ وَيَرفَعكُم جَنابا
أَرَضيتُم أَن تُرى مِصرُ مِنَ الفَنِّ خَرابا
بَعدَ ما كانَت سَماءً لِلصِناعاتِ وَغابا
أَيُّها الجَمعُ لَقَد صِرتَ مِنَ المَجلِسِ قابا
فَكُنِ الحُرَّ اِختِياراً وَكُنِ الحُرَّ اِنتِخابا
إِنَّ لِلقَومِ لَعَيناً لَيسَ تَألوكَ اِرتِقابا
فَتَوَقَّع أَن يَقولوا مَن عَنِ العُمّالِ نابا
لَيسَ بِالأَمرِ جَديراً كُلُّ مَن أَلقى خِطابا
أَو سَخا بِالمالِ أَو قَدمَ جاهاً وَاِنتِسابا
أَو رَأى أُمِّيَّةً فَاِختَلَب الجَهلَ اِختِلابا
فَتَخَيَّر كُلَّ مَن شَببَ عَلى الصِدقِ وَشابا
وَاِذكُرِ الأَنصارَ بِالأَمسِ وَلا تَنسَ الصِحابا
أَيُّها الغادونَ كَالنَحلِ اِرتِياداً وَطِلابا
في بُكورِ الطَيرِ لِلرِزقِ مَجيئاً وَذَهابا
اِطلُبوا الحَقَّ بِرِفقٍ وَاِجعَلوا الواجِبَ دابا
وَاِستَقيموا يَفتَحِ اللَهُ لَكُم باباً فَبابا
اِهجُروا الخَمرَ تُطيعوا اللَهَ أَو تُرضوا الكِتابا
إِنَّها رِجسٌ فَطوبى لِاِمرِئٍ كَفَّ وَتابا
تُرعِشُ الأَيدي وَمَن يُرعِش مِنَ الصُنّاعِ خابا
إِنَّما العاقِلُ مَن يَجعَلُ لِلدَهرِ حِسابا
فَاِذكُروا يَومَ مَشيبٍ فيهِ تَبكونَ الشَبابا
إِنَّ لِلسِنِّ لَهَمّاً حينَ تَعلو وَعَذابا
فَاِجعَلوا مِن مالِكُم لِلشَيبِ وَالضَعفِ نِصابا
وَاِذكُروا في الصَحَّةِ الداءَ إِذا ما السُقمُ نابا
وَاِجمَعوا المالَ لِيَومٍ فيهِ تَلقَونَ اِغتِصابا
قَد دَعاكُم ذَنبَ الهَيئَةِ داعٍ فَأَصابا
هِيَ طاووسٌ وَهَل أَحسَنُهُ إِلّا الذُنابى