مسجد السيدة زينب هو أحد أكبر وأشهر مساجد القاهرة عاصمة مصر، والذى يقع فى الميدان الذى يعرف باسمها، ويعتبر الحى الذى يقع فيه المسجد من أشهر الأحياء الشعبية بالقاهرة حيث يكتظ بالمقاهى ومطاعم الأكلات الشعبية واعتاد أهل القاهرة خصوصًا فى رمضان الذهاب إلى مقاهى هذا الحى وتناول وجبات السحور بجوار المسجد.
وكان المسجد يعرف قبل ذلك باسم قنطرة السباع نسبة إلى نقش السباع الموجودة على القنطرة التى كانت مقامة على الخليج الذى كان يخرج من النيل عند فم الخليج وينتهى عند السويس، وكانت السباع شارة الظاهر بيبرس الذى أقام القنطرة وفى عام 1315 هـ 1898م، تم ردم الجزء الأوسط من الخليج وبردمه اختفت القناطر ومع الردم تم توسيع الميدان.
وعند عملية التوسيع اكتشفت واجهة جامع السيدة زينب الذى كان الوالى العثمانى على باشا قد جدده سنة 951 هـ ـ 1547م، ثم أعاد تجديده الأمير عبد الرحمن كتخدا سنة 1170هـ ومنذ اكتشاف واجهة الجامع فى القرن التاسع عشر، أصبح يطلق على الميدان بل والحى كله اسم عقيلة بنى هاشم.
وقد أقامت وزارة الأوقاف سنة 1940م المسجد الموجود حاليًا، ويتكون من سبعة أروقة موازية للقبلة يتوسطها صحن مربع مغطى بقبة، ويقابل قبة ضريح السيدة زينب ويتقدم المسجد من الواجهة الشمالية رحبتان يوجد بهما مدخلان رئيسيان يفصل بينهما مستطيل تعلوه "شخشيخة".
أما فى الطرف الشمالى للمسجد فيوجد ضريح سيدى العتريس وقامت وزارة الأوقاف بعد ذلك بإضافة مساحة تبلغ 17×32 إلى المسجد الأصلى، وفى عام 1969م أضافت وزارة الأوقاف مساحة ثانية مماثلة تمامًا للمسجد الأصلى وبنفس مساحته بحيث أصبحت الإضافة الأولى تفصل بين المسجد الأصلى والتوسيعة الأخيرة، لذلك فقد عمل فى منتصف التجديد الأول محراب يتوسط المسجد الجديد، مع الإبقاء على المحراب القديم، حسب كتاب "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون"، للدكتورة سعاد ماهر محمد.
ويقابل ضريح السيدة زينب فى التجديد الثانى رحبة مماثلة للصحن مغطأة أيضًا وفى الواجهة الغربية يوجد مدخلان أحدهما يتوسط التجديد الأول والثانى فى التجديد الأخير.
أما عن صاحبة المسجد فهى السيدة زينب فأبوها على بن أبى طالب وجدها لأمها محم رسول الله وأمها فاطمة البتول وجدتها لأمها خديجة بنت خويلد أولى امهات المؤمنين، وشقيقاها الحسن والحسين، وولدت السيدة زينب فى السنة السادسة للهجرة فى بيت النبوة بالمدينة المنورة، فباركها جدها النبى واختار لها اسم زينب، احياء لذكر ابنته التى توفيت فى السنة الثانية للهجرة.
كما نجد أن هناك اختلاف بين المؤرخين حول صاحبة الضريح داخل مسجد السيدة زينب، حيث يشير البعض أن السيدة زينب لم تأتى إلى مصر نهائيًا، وأن المقام الموجود بالمسجد ومنسوب للسيدة زينب هو لزينب بنت يحيى المتوج بن حسن الأنور بن زيد بن الحسين بن على بن أبى طالب، كما يرى آخرون أنها زينب بنت أحمد بن جعفر بن الحنفية، وذلك حسب قول المقريزى.
وفى عام 2017 قررت اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية بجلستها بتاريخ 4 يناير، ضم مسجد السيدة زينب بالقاهرة فى عداد الآثار الإسلامية.