نلقى الضوء على كتاب "اليهود فى تاريخ الحضارات الأولى"، للكاتب والمؤرخ الفرنسى جوستاف لوبون" (1841- 1931) ويقدم فيه دراسة تاريخية تحليلية، ودراسة نصية نقدية للعهد القديم.
وفى الكتاب يفند جوستاف لوبون، الادعاءات والمجازفات والأساطير التى يعتمد عليها اليهود، ويشير إلى انغماس الحقائق فى طوفان من الباطل، ويصل إلى أن اليهود شعب طرأ على فلسطين التى لم تكن له بلد أساسى قط.
كان قيام الدول ونشأة القوميات ناقوس خطر للجماعات اليهودية فى أوروبا، حيث شيدت الدول الحديثة على أساس عِرقي، ولم يستوعب اليهود الذين عاشوا منعزلين فى "الجيتو اليهودى"، كما ساد الغرب الأوروبى حالة من الكُره الشديد لليهود، مما جعل مفكرا كبيرا مثل "ماكس فيبر" يعتبرهم أصل الشرور فى العالَم، أما "هيجل" فقد أكَّدَ أن الروح القومية اليهودية لم تدرك المُثُلَ العليا للحرية والعقل، وأن شعائرها بدائيةٌ ولا عقلانية.
و"جوستاف لوبون" فى الكتاب سار على نهج مفكِّرى أوروبا فى موقفهم من اليهود أثناء تلك الحقبة، وصاغ كتابه "اليهود فى تاريخ الحضارات الأولى" من هذا المنطلق، فكال لهم الاتهامات، ووصفهم بأبشع الصفات، نافيًا أى دورٍ لهم فى نشأة الحضارات القديمة، وهكذا يُمَثِّل هذا الكتاب نمطًا فكريًّا ساد أوروبا منذ العصور الوسطى وحتى منتصف القرن العشرين.
وجوستاف لوبون هو طبيب ومؤرخ فرنسى، عمل فى أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا، كتب فى علم الآثار وعلم الانثروبولوجيا، واهتم بالحضارة الشرقية، ومن أشهر مؤلفاته "حضارة العرب، حضارات الهند، باريس 1884، الحضارة المصرية، حضارة العرب فى الأندلس، سر تقدم الأمم، و روح الاجتماع الذى كان إنجازه الأول.