الأطباء من المهن الأكثر احتكاكا بالبشر، ولهم نوادرهم الحقيقية التى تقع مع المرضى أو مع غيرهم من الأطباء. وهناك من المرضى من يكره زيارة الطبيب، أو يخافها. ومن هؤلاء من كان مشهورًا مثل موليير.
وكان الشاعر الدكتور إبراهيم ناجى له قصة يرويها وهى أنه كان فى عيادته عندما زاره مريض، وكشف عليه فلم يجد عنده أى أمراض لكنه لاحظ أنه يعانى من هزال وضعف بسبب الفقر، فقال للمريض إنه لا يعانى من شىء، وصرفه بعد أن منحه جنيهًا من ماله الخاص. ومضت أيام طويلة حتى التقى بزوجة الرجل المريض، وكانت مسرورة وسألها ناجى عن حالة زوجها فأجابت: الحمد لله ونشكرك يا دكتور دفعنا الجنيه لطبيب كويس وصف لزوجى الدواء فشفى تمامًا.
وكان الطبيب الفرنسى الدكتور بول طبيبا شرعيا شهيرا ومحدثا بارعا يعشق سرد النوادر، وفى مرة قال: إنه فى أحد المستشفيات العسكرية اعتاد الأطباء أن يشكو فى أى عسكرى يأتى للمستشفى، وفى إحدى المرات دخل جندى وانتاب الجميع الشك فى أنه متمارض، وجاء الطبيب إلى المستشفى وسأل الممرض: هل من جديد؟.
فقال له الممرض: لا شىء يا سيدى سوى أن المريض الذى كان متمارضا بالأمس مات.
الطبيب الشهير اندريه سوبيران جمع بين التفوق فى الطب والكتابة الساخرة كان يروى أنه فى مستهل حياته العملية جاءه فلاح مصاب بجروح فى جسده، فسأله الطبيب إنك تعرضت لحادث ولا شك. فقال الفلاح لا. وسأله: وماذا عن كل هذه الجروح؟. قال الفلاح: لقد نطحنى الثور وألقانى من فوق سور الحقل.
فعاد الطبيب يسأل مندهشا: ألا تسمى هذا حادثا. قال الفلاح لا إن الثور لم يكن يقصد.
وكان سوبيران صاحب مقولة إن نصف أمراض العصر تأتى من الساندويتشات والأكلات السريعة، وقال لو عرف الأطباء قيمة هذه الأطعمة أقاموا لها نصبا تذكاريا ووجهوا لها الشكر كل يوم على ما توفره لهم من مرضى.
وكان الكاتب الفرنسى الشهير موليير لا يثق بالأطباء وسئل يوما عن أحواله مع طبيبه فقال: علاقتنا ممتازة، فهو يصف لى الأدوية عندما أكون مريضا فلا أتناولها وأشفى. أما الشاعر بيليسون فقد كان يسخر فيها من الأطباء قائلا:
إذا أردت أن تتخلص من عدو لا تبحث عن سفاحين بل ابحث له عن طبيبين يكونان مختلفين فى الرأى.