أعربت جائزة الشيخ زايد للكتاب عن أسفها لتراجع الفيلسوف يورجن هابرماس عن قبوله المسبق للجائزة، لكنها تحترم قراره، ونوهت جائزة الشيخ زايد للكتاب أنها تجسد قيم التسامح والمعرفة والإبداع وبناء الجسور بين الثقافات، مؤكدة أنها ستواصل أداء هذه الرسالة النبيلة.
يذكر أن جائزة الشيخ زايد أعلنت عن فوز الفيلسوف الألمانى يورجن هابرماس بجائزة الشيخ زايد للكتاب بـ"شخصية العام الثقافية"، تقديرًا لمسيرته الفكرية الحافلة التى تمتد لأكثر من نصف قرن، حيث قدّم هابرماس مساهمات نوعية وعميقة فى حقل الفلسفة، على نحو أثرى العديد من التخصصات، كدراسات التواصل والثقافة، والنظرية الأخلاقية، واللغويات، والنظرية الأدبية، والعلوم السياسية، والدراسات الدينية، واللاهوت، وعلم الاجتماع.
ولد يورجن هابرماس عام 1929، ويعدّ رائد الخطاب النقدى الفلسفى والسياسي، وقد وصفته دائرة ستانفورد الفلسفية بأنه واحدٌ من أكثر الفلاسفة تأثيراً فى العالم، كما برز فى ألمانيا مفكرًا عامًا يتولى مناقشة القضايا المهمة والأساسية فى الصحف الألمانية.
وينتمى الفيلسوف الألمانى هابرماس إلى مدرسة فرانكفورت النقدية، وهى مدرسة للنظرية الاجتماعية والفلسفة النقدية أسسها عدد من المفكّرين، منهم ماكس هوركهايمر وتيودور أدورنو وهربرت ماركوزه، ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، ويعدّ هابرماس من الجيل الثانى لهذه المدرسة التى تستند إلى الفرويدية والهيجلية والماركسية.
وربط هابرماس بين التقاليد الأوروبية والأنجلو أمريكية فى التفكير، وتنوّعت الموضوعات التى تناولتها أعماله من النظرية الاجتماعية السياسية إلى الجماليات ونظرية المعرفة واللغة إلى فلسفة الدين، وقد أثّرت أفكاره فى الفلسفة وفى الفكر السياسى القانونى وعلم الاجتماع ودراسات التواصل ونظرية الجدل والبلاغة وعلم النفس واللاهوت، وتتميّز أعماله بوجود اتجاهين جوهريين، الأول يتعلّق بمجال الفكر السياسى، أما الثانى فيدور حول قضايا العقلانية والتواصل والمعرفة.