نشاهد، اليوم، صورة تعود إلى مدينة الإسكندرية القديمة تعود إلى سنة 1875، أى قبل سنوات من الاحتلال الإنجليزى لمصر والذى بدأ من مدينة الإسكندرية.
هذه الصورة التى نشاهدها تنقل لنا صورة مهمة عن مدينة الإسكندرية التى أعاد إعمارها على يد الخديوى إسماعيل قبل أن يدمرها الاحتلال الإنجليزى.
وخطط إسماعيل فى المدينة شوارع جديدة وأحياء جديدة، كشارع إبراهيم الممتد من مدرسة السبع بنات إلى ترعة المحمودية، وشارع الجمرك، وشارع المحمودية، وفتح 6 شوارع أخرى ممتدة بين سكة باب شرقى والطريق الحربى الذى كان يحيط بالمدينة.
وأنيرت أحياؤها بغاز الاستصباح بواسطة شركة أجنبية وأنشئت بلديتها للاعتناء بتنظيم شوارعها وللقيام بأعمال النظافة والصحة والصيانة فيها، وتم تبليط كثير من شوارع الإسكندرية، وعملت المجارى تحت الأرض لتصريف مياه الأمطار وغيرها، وعهد الخديوى إلى إحدى الشركات الأجنبية توصيل المياه العذبة من المحمود يه إلى المدينة وتوزيعها بواسطة وأبور مياه الإسكندرية.
وعمرت جهة الرمل فى عهده عمراناً كبيراً، واتصلت بالمدينة بخط حديدى، وأنشأ بها الخديوى عدة قصور له ولذويه للإقامة بها فى الصيف، وإليه يرجع الفضل فى جعلها مصيف القطر المصري، وفتح شارعاً عظيماً يبتدئ من باب رشيد وينتهى إلى حدود الملاحة بزمام (المندرة) ماراً بالسراى الخديوية بالرمل، طوله من باب شرقى إلى السراى 400 متر فى عرض 12 متراً ومن السراى إلى الملاحة 4000 متر عرض ثمانية أمتار، ومد طريقاً من الملاحة إلى ترعة المحمودية.
وأنشأ حديقة النزهة على ترعة المحمودية، وجعلها متنزهاً عاماً، وبنى سراى الحقانية التى أنشئت بها المحكمة المختلطة، وأصلح ميناء الإسكندرية، وبلغ عدد سكان المدينة فى عهده 212,000 نسمة.