صدر حديثا عن دار كليوباترا للنشر والتوزيع رواية بعنوان "جريمة شاهدها التاريخ" للكاتبة هاجر عبدالله، وجاء على غلافها : نفرح كثيرًا عندما نتساءل عن أبطال كل قصة نوشك على البدء فى قراءتها، نفرح معهم ونحزن عند بكائهم، تتوحد أرواحنا معهم، ولكن لماذا نشعر بهم؟ ببساطة لأنهم بشر مثلنا يخطئون ويصيبون، هم ليسوا خارقين للعادة والبعض منهم قد يكون عاديا جدا، إلَا أنه تميز بصفة أخرى تميزه عن غيره، ولكن يعتبرها البعض عادية فى نظرهم.
وتابعت الكاتبة : لأنهم "البعض" الذى يرى الاختلاف عيبًا ولا يرهق نفسه فى تدبر ماهية هذا الكائن الذى أمامه، فقد آمن بقدرته على خلق اختلاف، محاربًا كل ما يعرقله، يغامر فى خضم الحياة من أجل هدف نبيل فى نظره، مستعدا لتقديم التضحية وإن كلفه ذلك حياته، لهذا سميناه بطلًا.
ومن أجواء الراوية : "عزيزى فريد تناول بقايا الجبن التى على صحنك حتى وإن خبأتها سأجد أثرها فلا تحاول". هذا ما كانت تقوله لى والدتي- رحمها الله - حتى لا تلقى بقايا الطعام التى على الصحون فى سلة المهملات، كنت أتململ وأتأفَّف بسبب امتلاء بطني، ولكن كان ذلك تأديبًا لى فكما تقول أمى لا حاجة لى فى أن أملأ صحنى بأكثر من حاجتي، لم تعلم حينها أن هذه الجملة حفظتها عن ظهر قلب طيلة عقود حياتى التى تلت. أَحُلُّ القضايا وكُلِّى إيمان بأنه ما من جريمة كاملة، فلا بدَّ من أثر يقود إليها وإن طال اكتشافه كما كانت تعثر أمى على الجبن الذى أخبئه، شكرًا أمي.