يعتبر سوق عكاظ أحد الأسواق الثلاثة الكبرى فى عصر ما قبل الإسلام بالإضافة إلى سوق مجنّة وسوق ذى مجاز، تعود بدايته إلى 501 ميلاديا، وكانت العرب تأتيه لمدة 20 يوماً، من أول ذى القعدة إلى يوم 20 من الشهر، ثم تسير إلى سوق مجنة فتقضى فيه الأيام العشر الأواخر من شهر ذى القعدة ثم تسير إلى سوق ذى المجاز فتقضى فيه الأيام الثمانية الأولى من شهر ذى الحجة ثم تسير إلى حجها.
ترجع بداية سوق عكاظ وعقدها لأول مرة إلى عام 500 ميلاديا عندما فكرت قبيلة قريش وهى واحدة من أشهر وأكبر قبائل العرب فى ذلك الوقت وينتمى إليها النبى محمد عليه الصلاة والسلام، فى عقد سوق يمكن للعرب التجمع فيها للتجارة وتبادل السلع واختاروا موقعا بين مدينتى مكة المكرمة والطائف المشهورتين كان يطلق عليه اسم "العثدية"، وبدأ السوق عندما وصل الحجاج إلى مكة واستمر لمدة أربعة أشهر وأخذ شهرة واسعة فى جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية.
وسمى بعكاظ لاجتماع العرب فيه كل سنة، فيعكظ بعضهم بعضا بالمفاخرة والتناشد: أى يدعك ويعرك، وفلان يعكظ خصمه بالخصومة أى يمعكه، وقال الليث بن المظفر الكنانى: "سميت عكاظا لأن العرب كانت تجتمع فيها فيعكظ بعضهم بعضا بالمفاخرة، وكل معانى الكلمة صالحة لتعليل التسمية، فالحبس والعرك والعراك والقهر والمفاخرة والدَّعك والدَّلك والمجادلة والمطل والاجتماع والازدحام والتمنع جميعها من أغراض عكاظ ووقائعه".
وتأتى تسمية سوق عكاظ، حيث كانت العرب قديماً فى عصر ما قبل الإسلام تقيم ثلاثة أسواق كبيرة، هى بمثابة تجمعات تجارية واجتماعية وثقافية، وكانت تعقد فى أماكن مختلفة من شبه الجزيرة العربية بطريقة دورية، ويأتيها العرب من كل الأرجاء فيتاجرون ويسمعون المواعظ والخطب، ويتفاخرون بها، كما كانوا يتناشدون الشعر ويتحاكم مبدعوهم إلى كبارهم، كالنابغة الذبيانى، الذى كانت تضرب له قبة حمراء فيحكم بين الشعراء، وتكون كلمته هى الفاصلة، وكانت القصائد التى تحوز على إعجاب هؤلاء المحكمين تطير فى أرجاء الجزيرة ويتناقلها العرب فى كل مكان.
وفى عصر الإسلام كان سوق عكاظ صرحا كبيرا للتجارة وقد عرض بها جميع أنواع البضائع حتى وصل إلى الاتجار بالبشر، فكان يباع بها الرقيق والعبيد الذين يتم أسرهم بعد الحروب أو الغزو، وكان الصحابى عمرو بن العاص وزوجة الرسول السيدة خديجة بنت خويلد ممن تم بيعهم فى سوق عكاظ قبل تحريرهم بعدما جاء الإسلام الذى هدم الكثير من عادات الجاهلية.
توالت العصور وتوقف عقد سوق عكاظ لأكثر من 1300 عام، لكن أعادت المملكة العربية السعودية إحياءه من جديد فى عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عام 1428هـ، حتى أصبح من أشهر المعالم السياحية فى البلاد.
ويستقطب سوق عكاظ أعدادا كبيرة من الزوار من مختلف أنحاء المملكة والعالم والذى أصبح ملتقى حضاريا يجمع الأدباء والتجار والشعراء من مختلف الأنحاء، حيث يتم تنظيم العديد من الندوات الثقافية والأمسيات الشعرية والأدبية، إضافة إلى العديد من المسابقات والفعاليات الأدبية على مستوى العالم العربي.
وتم إطلاق مهرجان سوق عكاظ الأول فى عام 2007 والذى استقطب العديد من الزوار من جميع أنحاء العالم باعتباره صرحا مهما وحدثا ثقافيا مميزا يعقد سنويا يعبر من تاريخ وحضارة.