نلقى الضوء على كتاب "أعداؤك كيف تنتصر عليهم" لـ يوسف ميخائيل أسعد، وهو كتاب مختلف فى مضمونه لأنه يتحدث عن الأعداء الذين يلقاهم الإنسان فى حياته وطرق التعامل معهم.
يقول الكتاب فى مقدمته:
إذا كان من الواجب علينا أن نبحث عن أحسن الطرق وأضمنها للحفاظ على أصدقائنا، وكسب أصدقاء جدد إلى صفنا، فالأجدر بنا أيضا أن نبحث عن أحسن الطرق وأفعلها لقهر أعدائنا وفل الأسلحة التى يستخدمونها ضدنا للتغلب علينا والإتيان على قوتنا.
ولقد نجد بعض الناس لا يرغبون فى أن يعلنوا على الملأ أن لهم أعداء على الإطلاق، ظنا منهم أن الإنسان الناجح فى حياته لا يتربص به عدو واحد، بل يكون جميع معارفه أصدقاء له، لا يضمرون له سوى الحب والتقدير ولا يبدون له إلا كل أمارات المودة والصفاء والواقع أن مثل أؤلئك الناس كالنعام تدفن رؤوسها فى الرمال، حتى لا ترى الأعداء يصوبون إليهم فوهات البنادق.
واقع الأمر أن لكل إنسان أصدقاء وأعداء، وليس من الضرورى أن يعاديك بعض الناس بسبب سوء تصرف بدر منك أو لأنك شخصية غير ناجحة فى علاقاتها الاجتماعية، فأكثر الناس نجاحا فى الحياة لم يتسن لهم العيش بدون أعداء يكيدون لهم، ويضمرون أو يعلنون لهم الحقد، وأكثر من هذا أننا نستطيع القول بأنه كلما ضربت بسهم وافر فى الحياة كلما كثر أصدقاؤك وكثر أيضا أعداؤك.
وكان لابد لنا أن نفكر بادئ ذى بدئ في أنواع الأعداء، فصنفنا أعداءنا الذين يمكن أن يتربصوا بنا الدوائر إلى خمس فئات ثم عرضنا بعد ذلك لما يمكن أن يفعله العدو بك أو ما يمكن أن يخططه لإيذائك والإضرار بك وكان لابد لنا أن نعرض للجانب النفسى ثم الجانب الفلسفى من العداء ثم لوسائل التعبير العدائى.