كان الأديب الأمريكى الساخر مارك تواين عائدا من بريطانيا إلى نيويورك برفقة عدد من السيدات المعجبات به، ولما قاربت السفينة على الوصول، أقام مارك تواين مأدبة عامرة، ثم وقف ورفع كأسه قائلا: أيها الحضور.. هذه كأس جميع السيدات، فهن بعد الصحافة أحسن وسيلة لنقل الأخبار، وفى حفل عشاء كبير التفت مارك تواين إلى السيدة التى تجلس بجواره على المائدة وقال لها وهو يشير إلى أحد المدعوين: هل ترين هذا الرجل؟ إننى أكرهه من أعماق قلبى، ودهشت السيدة وسألته: هل تعرف أنه زوجى؟، فأجابها على الفور: أجل أعرف ذلك، وأنا أكرهه لأنه سبقنى وتزوجك.
ومرة قابل تواين صديقا له فى ميدان السباق، وكان يبدو تعيسا، فبادره بقوله: - لقد خسرت كل ما فى جيبى يا صديقى، ولم يبق معى ثمن بطاقة أعود بها إلى بلدتى بالقطار.
فقال له مارك تواين : وأنا أيضا لم يبق معى سوى ثمن بطاقتى .. ولكن عندى فكرة، انك تستطيع أن تختبئ تحت مقعدى، وأنا أخفيك بساقى، وافق الصديق على الفور، وذهب مارك تواين إلى محطة القطار، وابتاع بطاقتى سفر، تذكرتين واستقل الصديقان القطار وجلس مارك تواين على مقعد، واختبأ صديقه تحته، ولما جاء المفتش ناوله البطاقتين، وعندها دهش المفتش وسأله: أين الراكب الثانى؟، أجابه تواين وقد أغرق بالضحك بصوت عال: أن صديقى غريب الأطوار، يلذ له أحيانا السفر مختبئ تحت المقعد.
ويروى فنسنت ستاريت أن مارك تواين زار مرة متحف الشمع الذى أقامته السيدة توسو فى لندن.. وبينما كان يتأمل تمثالا للملكة فكتوريا أحس بطعنة فى مؤخرته، وعندما استدار بسرعة وجد نفسه وجها لوجه أمام سيدة عجوز متبرجة، ومظلتها متوجهة إليه، ولما رأته صاحت وهى تعدو هاربة: يا إلهى إنه حى.
أما «هنرى الأول» أو الدوق «دوجيز» فقد ظل طوال سنة كاملة يكتب رسالة شهرية إلى حبيبته «آن دوجونزاج»، يقسم فيها بأغلظ الأيمان أنه سيقترن بها عندما تتحرر من كل قيد، وكان يكتب رسالته الشهرية تلك بدمه على رق ثمين ، ويبعث بها إليها مع رسول خاص ، ومع ذلك وبالرغم من كل الرسائل التى كتبها بدمه، فعندما تحررت «آن» وأصبح بإمكانها الزواج .. اقترن «الدوق» بغيرها.