تشتهر الجبهة الغربية فىالحرب العالمية الأولىبحرب الخنادق، حيث خاضت المعارك الطويلة والشاقة فى مختلف المواقع، لكن هناك نوعًا ما من الحروب أقل شهرة اندلعت تحت الأرض حيث قامت كل من قوات الحلفاء والقوات الألمانية بحفر شبكات واسعة من الأنفاق السرية من أجل زرع ألغام متفجرة تحت أقدام العدو.
ومن بين تلك المعارك معركة ميسينز بين الجيش البريطانى الثانى بقيادة الجنرال السير هيربرت بلامر، وبين القوات الألمانية في الجبهة الغربية من الحرب، وذلك بقرب قرية ميسينز في فلمنجيا الغربية في بلجيكا خلال الحرب العالمية الأولى.
شهدت معركة ميسينز في يوليو من عام 1917م، ما يمكن القول إنه أكبر انفجار منفرد في عصر ما قبل الذرة، عندما اندلع 19 منجمًا تحت الأرض مليئًا بما يقدر بمليون رطل من المتفجرات شديدة الانفجار تحت الخط الألماني، ما أسفر عن مقتل أعداد لا حصر لها من الجنود وتحطيم الروح المعنوية الألمانية حتى قبل بدء القتال الحقيقى، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع هيستورى.
كانت معركة ميسينز واحدة من عشرات الاشتباكات بين القوات الألمانية وقوات الحلفاء في المنطقة المحيطة ببلدة إيبرس البلجيكية ابتداءً من عام 1914م، وفاز الألمان بميزة مبكرة باحتلالهم لخط تلال شرقي إيبرس، وهو موقع مرتفع منحنا رؤية واضحة لتحركات قوات العدو وطلقات نقية من مخابئ المدفعية الألمانية.
بحلول عام 1917، كان لدى الحلفاء خطط طموحة لكسر الجمود المكلف في إيبرس، كان الجزء الأول والأكثر أهمية من تلك الخطة هو الاستيلاء على جزء من خط التلال الذي تسيطر عليه ألمانيا بالقرب من مدينة ميسينز، بعد ذلك كانت قوات الحلفاء تأمل في دفع كل الطريق إلى ساحل بحر الشمال وتدمير قواعد الغواصات الألمانية.
في وقت مبكر من عام 1915، قبل وقت طويل من وجود أي خطط لمعركة ميسينز، كانت عمليات حفر الأنفاق جارية أسفل سلسلة جبال ميسينز، تضمنت قوات الحلفاء، المكونة من فرق بريطانية وكندية وأسترالية ونيوزيلندية، "شركات حفر أنفاق" مزودة بجنود تم تجنيدهم لمهاراتهم التنقيب، وكان معظم عمال الأنفاق من عمال مناجم الفحم أو عمال مناجم الذهب يتمتعون بخبرة كبيرة في الحفر".
وقال إيان ماكجيبون، المحرر العام السابق بوزارة الثقافة والتراث النيوزيلندية والمحرر المشارك لحرب نيوزيلندا العظمى: الحرب العالمية الأولى، كانت الفكرة هي أن تكون تحت خطوط خصمك وتفجر الألغام، لقد كانت تجربة محطمة للأعصاب، خاصة عندما اقتربت من خطوطهم وعرفت أن العدو قد ينفجر لغما".