من الأحداث المهمة فى التاريخ الإسلامى معركة اليرموك، بين المسلمين والروم، ولكن متى وقعت هذه المعركة بالتحديد، وما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "وقعة اليرموك"
على ما ذكره سيف بن عمر فى هذه السنة (يقصد سنة 13 هجرية) أن موقعة اليرموك كانت قبل فتح دمشق، وتبعه على ذلك أبو جعفر بن جرير، رحمه الله، وأما الحافظ ابن عساكر، رحمه الله، فإنه نقل عن يزيد بن أبى عبيدة، والوليد، وابن لهيعة، والليث، وأبى معشر، أنها كانت فى سنة خمسة عشرة بعد فتح دمشق.
وقال محمد بن إسحاق: كانت فى رجب سنة خمس عشرة.
وقال خليفة بن خياط: قال ابن الكلبى: كانت وقعة اليرموك يوم الاثنين لخمس مضين من رجب سنة خمس عشرة.
قال ابن عساكر: وهذا هو المحفوظ، وأما ما قاله سيف: من أنها قبل فتح دمشق سنة ثلاث عشرة، فلم يتابع عليه.
قلت: وهذا ذكر سياق سيف وغيره على ما أورده ابن جرير وغيره.
قال: ولما توجهت هذه الجيوش نحو الشام أفزع ذلك الروم، وخافوا خوفا شديدا، وكتبوا إلى هرقل يعلمونه بما كان من الأمر، فيقال: إنه كان يومئذ بحمص، ويقال: كان حج عامه ذلك إلى بيت المقدس، فلما انتهى إليه الخبر.
قال لهم: ويحكم إن هؤلاء أهل دين جديد، وإنهم لا قِبَلَ لأحدٍ بهم، فأطيعونى وصالحوهم بما تصالحونهم على نصف خراج الشام، ويبقى لكم جبال الروم، وإن أنتم أبيتم ذلك أخذوا منكم الشام، وضيقوا عليكم جبال الروم.
فنخروا من ذلك نخرة حمر الوحش كما هى عاداتهم فى قلة المعرفة، والرأى بالحرب، والنصرة فى الدين والدنيا.
فعند ذلك سار إلى حمص، وأمر هرقل بخروج الجيوش الرومية صحبة الأمراء، فى مقابلة كل أمير من المسلمين جيش كثيف، فبعث إلى عمرو بن العاص أخا له لأبويه تذارق فى تسعين ألفا من المقاتلة.
وبعث جرجة بن بوذيها إلى ناحية يزيد بن أبى سفيان، فعسكر بازائه فى خمسين ألفا أو ستين ألفا.
وبعث الدارقص إلى شرحبيل بن حسنة.
وبعث اللقيقار، ويقال: القيقلان - قال ابن إسحاق وهو خصى هرقل نسطورس - فى ستين ألفا إلى أبى عبيدة بن الجراح.
وقالت الروم: والله لنشغلن أبا بكر عن أن يورد الخيول إلى أرضنا.
وجميع عساكر المسلمين أحد وعشرون ألفا سوى الجيش الذى مع عكرمة بن أبى جهل.
وكان واقفا فى طرف الشام ردءا للناس - فى ستة آلاف - فكتب الأمراء إلى أبو بكر وعمر يعلمونهما بما وقع من الأمر العظيم، فكتب إليهم أن اجتمعوا وكونوا جندا واحدا، والقوا جنود المشركين، فأنتم أنصار الله، والله ينصر من نصره، وخاذل من كفره، ولن يؤتى مثلكم عن قلة، ولكن من تلقاء الذنوب فاحترسوا منها، وليصل كل رجل منكم بأصحابه.