جوستاف فلوبير، روائى فرنسى مر بالعديد من المراحل خلال فترة حياته منها مرضه بمرض الصرع الذى منعه من الزواج، واليوم تمر ذكرى رحيله، إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 8 مايو من عام 1880م، تاركًا مجموعة من المؤلفات الأدبية التى لاقت نجاحًا كبيرًا.
كان أول موقف تعرض له جوستاف فلوبير هو الخجل الذى كان لديه، وهو ما جعله يلتحق بالمدرسة متأخرًا، بعد أن تجاوز العاشرة من عمره، ليدخله والده الذى كان يعمل طبيبًا للمدرسة، وبسبب شغف جوستاف بالقصص، مال لدراسة التاريخ، لدرجة أنه كان يكتب المسرحيات ويقوم بتجسيدها هو وشقيقته التى رحلت عام 1845 هي ووالدته.
كانت رغبة والده هى التحاقه بكلية الطب ليصبح جراحًا، ولكن ذلك كان مخالفا لرغبة جوستاف والذى صارحه بذلك، فاختار له الأب أيضًا دراسة الحقوق، حتى يصبح محاميًأ، وبالفعل التحق بجامعة باريس، ولكنها لم يرغب في استكمال دراسته به، واختار أن يتفرغ ويحترف الأدب.
وبعد رحيل والده انتقل جوستاف للعيش على ضفة نهر السين، وظل بها طوال حياته، ووضع لنفسه برنامج خاص التزم به وهو أن يستيقظ في العاشرة صباحا ويبدأ بمطالعة الصحف والرسائل الواردة إليه، ثم يتناول غذاء خفيفا فى الحادية عشرة، ويقضي الساعتين التاليتين متكاسلا في الشرفة أو جالسا في جناحه يقرأ، وفي الساعة الواحدة ينكب على الكتابة حتى الساعة السابعة مساء، ثم يتناول عشاءه ويقوم بجولة في الحديقة ثم يعود بعدها ليستأنف الكتابة حتى ساعة متأخرة من الليل.
وكما ذكرنا أنه بسبب مرض الصراع امتنع عن الزواج، على الرغم من خوضه للعديد من التجارب الغرامية وقصص الحب، وعرف جوستاف ككاتب بعدما نشر أول عمل له بعنوان التربية العاطفية " (1843 – 1845)، للتوالى بعد ذلك العديد من الروايات مثل "مدام بوفارى" 1857 م، التى تمتاز بواقعتيها وروعة أسلوبها، تم منعها حيث أثارت غضبًا أخلاقيًا عند نشرها فى عام 1857، تمت محاكمته هو وناشريه بسبب الفحش ولكن تمت تبرئته لاحقًا من أجل القصة التى تستند إلى شئون شعور المرأة المتزوجة بالملل، ليكتب بعدها " سالامبو" 1862، و"تجربة القديس أنطونيوس "1874.
وظل بكتب حتى صباح اليوم الذى رحل فيه، واكتشفت ذلك خادمته التي دخلت عليه حجرة مكتبه لتقدم له الطعام فوجدته ملقى على الأريكة يتفوه بعبارات غير مفهومة، فطلبت له الطبيب ولكنه فارق الحياة قبل أن يصل.