شهدت الحلقة (25) من أحداث مسلسل "القاهرة كابول" العديد من الوقائع، كان أهمها ظهور الشيخ رمزى (طارق لطفى) خليفة للمسلمين فى العراق وتحديدًا فى الموصل، حيث أعلن من هناك اختياره الخليفة وهو الهدف الذى كان يسعى إليه دائمًا، وعندما يراه والده ينفجر فى البكاء بعد مشاهدته إياه وقد أصبح أحد أخطر الإرهابيين فى العالم.
والحقيقة أنه عند الحديث مع أصحاب الفكر الأصول والإرهابيين المتطرفين، دائما يدعون أنهم يريدون أن يعودوا بالخلافة الإسلامية وتأسيس دولة مثل التى أسسها النبى محمد صلى الله عليه وسلم منذ 1400 عام، لكن هل هم فعلا أهل للخلافة وما الشروط التى وضعها المسلمون الأوائل والتى يجب أن تتوفر فيما يريد أن يصبح خليفة للمسلمين؟
نظام الخلافة فى الإسلام قام على أربعة شروط يجب أن تتوفر لإختيار خليفة، ولك حسبما ورد فى كتاب "الأحكام السلطانية" للفقيه والقاضى أبو الحسن الماورى، والشروط الأربعة هى: البيعة الحرة بغير إكراه أو تدليس، العمل بالشورى فى القرارات المهمة، الحكم بالعدل المبين شرعًا، قرشية النسب.. إضافة لشروط فرعية كسلامة الجسد والحواس، والاستقامة فى السلوك الشخصي، وغيرها.
وبحسب الكاتب السعودى محمد السعدى، أبوبكر الصديق رضى الله عنه هو الوحيد فى التاريخ الإسلامى الذى ينطبق عليه لقب خليفة رسول الله، فهو يحتكر هذا اللقب لوحده بلا منازع، وحتى عمر بن الخطاب، وهو من هو، لم يكن ينطبق عليه لقب خليفة رسول الله.
ويرى الكاتب سالف الذكر، أبوبكر وعمر وعثمان وعلي، رضى الله عنهم، يمثلون أركان الخلافة الراشدة، وبنهاية عصرهم أسدل الستار على حقبة من حقب التاريخ الإسلامى لن تتكرر مجددا، لأن لها ظروفها الخاصة بها التى لن تتجدد فى أى عصر آخر، فهؤلاء الأربعة قد عاصروا الرسول.
وبحسب الباحث فى التاريخ الإسلامى وليد فكرى، بقيام الخليفة الأموى الأول معاوية بن أبى سفيان بتغيير نظام تداول السلطة من الاختيار الحر والبيعة الحرة إلى "التوريث لولى العهد" تم إقصاء الشرط الأول سالف الذكر، وبقى الشرطان الثانى والثالث -الشورى والعدل- رهن سياسة الحاكم، بينما تم التمسك بشدة بالشرط الرابع، قرشية النسب، بينما ورث العباسيون هذا النظام وبقى الخليفة هو رأس الدولة شكلًا وفعلًا حتى نهاية العصر العباسى الأول بارتفاع نفوذ قادة الجند من الجنس التركى واغتيالهم الخليفة المتوكل على الله ثم ابنه المنتصر بالله، وتحول الخليفة إلى مجرد "صاحب منصب شرفي" بل ألعوبة فى أيدى القادة الذين كان الحكم الفعلى بأيديهم.
ويفسر "فكرى" عدم اتخاذ المماليك لأنفسهم لقب "خليفة" لمراعاة احترام الشروط الشرعية للخليفة وعنصر قرشية النسب-الذى وإن كان مختلفا عليه إلا أنه كان محل تمسك والتزام-والمعروف عن المماليك أنهم كانوا يتمسكون بشدة بتلك الشكليات خاصة مع مساسها بالشعور العام للمسلمين.